شهدت ولاية بطمان التركية
شهدت ولاية بطمان التركية (جنوب شرق)، افتتاح متحف “حصن كيفا”، الذي يجسد حضارات مختلفة احتضنتها منطقة وادي الرافدين (ميزوبوتاميا) عبر العصور التاريخية.
وذكر مراسل الأناضول، أن افتتاح متحف “حصن كيفا”، يأتي في إطار جهود تبذلها وزارة الثقافة والسياحة لحماية التراث الثقافي في المنطقة وضمان نقله للأجيال القادمة.
ولفت أن مساحة المتحف الذي جرى تشييده في بلدة “حصن كيفا” الواقعة على ضفاف نهر دجلة بولاية بطمان، بلغت 73 ألف متر مربع، 4 آلاف منها تمثل المساحة المغلقة.
وأضاف المراسل أن موجودات المتحف تشمل لقى أثرية جرى اكتشافها في البلدة، ومدن بطمان وماردين وسعرت وشرناق ودياربكر جنوب شرقي تركيا.
وأشار أن اللقى الأثرية تعود لعصور تاريخية مختلفة، بعضها يرجع للعصر الحجري القديم والحجري الحديث والعصر البرونزي والحديدي والروماني، إضافة إلى وجود 1453 قطعة أثرية تعود لحقبتي الدولتين الأرتقية (1098–1232) والعثمانية (1299–1923).
وذكر أن عدد اللقى الأثرية التي سيضمها المتحف، سيبلغ أكثر من 4 آلاف قطعة اعتبارًا من العام المقبل، حيث سيجري نقل المزيد من القطع جرى العثور عليها خلال الحفريات الأثرية التي شهدتها ولايات جنوب شرق تركيا.
وأوضح المراسل أن اللقى الأثرية يجري عرضها في المتحف حسب التسلسل الزمني لها، ما سيمنح الزوار شعورًا متميزًا في السفر عبر التاريخ.
وقال نائب المدير العام للتراث الثقافي والمتاحف في ولاية بطمان، علي رضا التن أل، إن المتحف يضم هياكل مصنوعة بمادة شمع العسل، تجسد الأقوام البشرية التي عاشت منذ آلاف السنين في الكهوف المتناثرة على ضفاف نهر دجلة.
وأضاف ألتن أل للأناضول، أن المتحف يتألف من عدة أقسام، تعرض فيها الموجودات الأثرية حسب التسلسل الزمني، إضافة إلى مقهى وبهو وقاعة للمؤتمرات، وورشة عمل لتدريب الأطفال، ومتجر للتحف، ومكتبة، ووحدات إدارية، ومختبر.
وأشار أن المتحف يضم أيضًا أجزاء من أوابد تاريخية تشتهر بها بلدة “حصن كيفا”، مثل مئذنة جامع الرزق، وأجزاء من مسجد سليمان خان، محراب مدرسة ياماج، وباب مسجد قوج، ومسجد البنات.
وبيّن أن متحف “حصن كيفا”، سوف يسلط الضوء على تاريخ البلدة ومنطقة جنوب شرق تركيا بشكل عام، لاسيما وأنه يضم مجموعة من اللقى الأثرية النادرة التي جرى اكتشافها في مناطق مختلفة بجنوب شرق الأناضول.
وشدد ألتن أل على أهمية وجود هذا المتحف في بلدة “حصن كيفا” على وجه التحديد، لما تمتلكه هذه البلدة الوادعة على ضفاف نهر دجلة من تاريخ غارق في القدم، وثراء طبيعي وديمغرافي.
ودعا محبي التاريخ في تركيا والعالم إلى زيارة المتحف، مشيرًا أن الزوار بلا شك سيعيشون فرصة فريدة للتجول عبر ردهات التاريخ وسوف يشعرون بعمق وأصالة الماضي، إضافة إلى أن الزيارة ستشكل فرصة لرؤية بلدة “حصن كيفا” القديمة وزيارة أبرز معالمها.