رئيس برلمان باكستان: إسلام آباد بجانب تركيا أيًّا كانت الظروف

رئيس برلمان باكستان: إسلام آباد بجانب تركيا أيًّا كانت الظروف

قال رئيس المجلس الوطني ال

أقار: ليس لدينا أي نية للتخلي عن منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400
NATO needed wake-up call to talk genuine issues: Macron
John Bolton's revenge is a dish best served cold

قال رئيس المجلس الوطني الباكستاني (الغرفة الأولى من البرلمان)، أسد قيصر، إن بلاده “ستقف إلى جانب الأشقاء في تركيا دائمًا وأياً كانت الظروف”.

جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول عملية “نبع السلام” العسكرية التركية شمالي سوريا، خلال مقابلة أجرتها معه الأناضول، على هامش مؤتمر رؤساء البرلمانات الإقليمية في إسطنبول.

وأضاف قيصر إن “الصداقة الحميمة بين باكستان وتركيا موجودة في جميع المجالات أيا كانت الظروف، وستقف باكستان إلى جانب الأشقاء في تركيا دائمًا”.

وشدد “قيصر” على أن بلاده لن تتراجع عندما يتعلق الأمر بالتحديات التي تواجه تركيا، مشددًا أن “باكستان وتركيا تدعمان بعضهما البعض دائمًا، وستواصلان القيام بذلك”.

والأربعاء، أطلق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وأوضح “قيصر” أن “باكستان شعباً وحكومةً يتطلعان لاستضافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت لاحق من الشهر الجاري (أكتوبر/تشرين أول)، من أجل تعزيز العلاقات بين الدولتين الشقيقتين”.

وحول العلاقات المتينة بين البلدين، أشار أن “باكستان وتركيا يُنظر إليهما على أنهما أمة واحدة، وشعبا البلدين يحبان بعضهما البعض، وهذا النوع من المودة لا يمكن رؤيته مع أي بلد آخر”.

وأشار قيصر أن “حكومة وشعب باكستان يخططان لإقامة مراسم ترحيب مثالية للرئيس أردوغان، الذي سيبدأ زيارة رسمية مدتها يومين إلى باكستان في 23 أكتوبر الجاري”.

وتابع قائلاً إن “الرئيس أردوغان ورئيس وزراء (باكستان) عمران خان، زعيمان قويان للعالم الإسلامي”.

وفي إشارة إلى فعالية مشتركة بين البلدين، عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي لمواجهة “الإسلاموفوبيا” (رهاب الإسلام)، قال قيصر: “هذا النوع من تمثيل المسلمين على هذا المستوى لم يحدث من قبل”.

ومضى قائلًا: “إن الزعيمين (أردوغان، وخان) هما قادة النظام الإسلامي العالمي الجديد. العالم الإسلامي بأسره يتطلع إليهما”.

واستشهد قيصر بتصريح للرئيس أردوغان، مؤكدًا أن “باكستان وتركيا وماليزيا ستطلق أيضًا قناة تلفزيونية مشتركة، لمواجهة الدعاية المناهضة للإسلام”.

وشدد على أن هذه القناة ستكون “أداة رئيسية لمكافحة” التضليل الإعلامي المعادي للإسلام، لافتًا أن البلدين “سوف يتطلعان آنذاك للتجارة”.

** العلاقات بين البرلمانين

قال قيصر إن البلدين على اتصال مستمر على الصعيد البرلماني، فباكستان أسست مؤتمر رؤساء البرلمانات الإقليمية ويضم إيران وتركيا وروسيا وأفغانستان والصين.

وبالإضافة إلى إسلام آباد وطهران، استضافت إسطنبول الفعالية حتى الآن أيضًا.

وزاد قيصر: “قابلت نظيري (التركي) عدة مرات، وما نحاول فعله، أن يكون لدينا تعاون بين أمانات برلماناتنا، ومنح البرلمان مكانة مهمة للغاية لأداء دوره في تعزيز علاقاتنا”.

وأردف: “الهدف هو أن نتعلم من تجارب بعضنا البعض.. نحن نكتشف كيف يساعدنا ذلك في تعزيز التجارة وإنشاء آلية مشتركة لمحاربة الإرهاب”.

** “الهند مكشوفة أمام العالم”

كما تطرّق قيصر إلى الوضع الإنساني المستمر في إقليم جامو وكشمير الذي تديره الهند، مشيرًا أن “حقيقة الهند” قد “انكشفت للعالم بأسره”.

وأضاف: “ما فعله (رئيس الوزراء الهندي ناريندرا) مودي في 5 أغسطس/ آب الماضي، هو انتهاك لجميع حقوق الإنسان وتحويل كشمير إلى سجن”.

وأكد أن الشعب الكشميري “تضرر بشدة” في جميع مجالات الحياة؛ سواء كان ذلك على مستوى التعليم أو الصحة أو التجارة.

وفي 5 أغسطس الماضي، ألغت الحكومة الهندية، بنود المادة 370 من الدستور التي تمنح الحكم الذاتي لـ”جامو وكشمير”، بزعم أن الحكم الذاتي زاد من تطلعات السكان الانفصالية.

كما فرضت نيودلهي، حظرا للتجول وقيودًا على الاتصالات في الإقليم، بحسب رئيس معهد كشمير للعلاقات الدولية، حسين واني.

ورفعت الإجراءات الهندية الجديدة من التوتر مع إسلام آباد، التي تطالب بضم الجزء الخاضع للهند من الإقليم إلى السيادة الباكستانية.

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسقط قرابة 70 ألف قتيل من الطرفين.

ولفت قيصر أن باكستان أرادت ببساطة قرارًا بشأن نزاع كشمير، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، مشددًا على أنه “من حق الكشميريين أن ينالوا حق تقرير المصير كما وعدت الأمم المتحدة نفسها”.

وأكمل: “العالم يدرك الآن نوع الديمقراطية التي تحترمها الهند، وأنها لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، وتنتهك حقوق الإنسان”.

وأردف: “هذا النوع من المواقف الهمجية لن يستمر في كشمير، لأنه من حق الكشميريين (مقاومته)، ويجب على المجتمع الدولي أن يعرب عن دعمه لشعب الإقليم المحتل”.

وزاد: “الشيء الوحيد الذي نحتاج إلى معرفته هو أن الحكومات تدار دون اللجوء إلى قمع الشعوب”.

** “حركة الخلافات”

قال قيصر إن حكومته ستتواصل وتتعاون مع أنقرة لإحياء الذكرى المئوية لـ”حركة الخلافات” التي بدأت في شبه القارة الهندية عام 1919، لمساعدة الإمبراطورية العثمانية التي كانت تنهار آنذاك.

وأضاف: “إنها واحدة من أفضل المراحل في تاريخنا، وأرست أسس روابط الوقت الراهن بين باكستان وتركيا”.

و”حركة الخلافات” (1919- 1924) حركة مدنية قام بها المسلمون في شبه القارة الهندية التي كانت مستعمرة بريطانية آنذاك في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى.

وكانت الحركة تهدف إلى الضغط على الحكومة البريطانية للحفاظ على سلطة السلطان العثماني كخليفة للإسلام بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب.

** الجالية الباكستانية في تركيا

وأشاد قيصر باستضافة تركيا عددًا كبيرًا من الطلاب الباكستانيين، ورجال الأعمال والأشخاص من مختلف مجالات التجارة.

واختتم بالقول، “إنهم يلعبون دورًا هاما في توطيد العلاقات الثنائية، ونحن ننظر إلى ذلك بإخلاص واحترام، لأن الباكستانيين المغتربين يساعدون بلادنا على التطور”.