رحل البغدادي وبقي 'إرثه' الدموي

رحل البغدادي وبقي 'إرثه' الدموي

رحل أبو بكر البغدادي، زع¡

Migrants on Greek islands 'on edge of catastrophe,' rights watchdog…
Banks in Lebanon to stay shut on Monday
طهران تبحث مع موسكو خطة 'هرمز للسلام' بشأن الخليج

رحل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، لكن “إرث” الإرهابي “الأكثر دموية” لن يرحل بسهولة عن ذاكرة العالم.. هكذا علقت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية على مقتله.
وذكرت الوكالة، في تقرير، أن البغدادي أسس تنظيمًا وحشيًا متطرفًا على نحو جعل تنظيم “القاعدة” يتبرأ منه ومن أفعاله، ونشر الإرهاب في الشرق الأوسط وقلب أوروبا.
ووفقا للتقرير، فإن العالم لن يمحو من ذاكرته أكثر الرجال المطلوبين في العالم، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة 25 مليون دولار أمريكي مقابل رأسه.
وقاد البغدادي (48 عامًا)، أتباعه الذين يتسمون بـ”الوحشية والانضباط” بشكل صادم، مستغلًا غضب السنة في العراق، والاضطرابات التي أعقبت ثورات “الربيع العربي”.
** إعلان مقتله
وبعد عامين من خسائر التنظيم في ساحة المعركة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن البغدادي فجر سترته الناسفة عندما كانت تلاحقه فرق من القوات الخاصة الأمريكية في نفق بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا، ما أدى إلى مقتله وثلاثة من أبنائه واثنتين من زوجاته.
لعل أكثر ما يميز عناصر “داعش” أنهم تدربوا على شبكة الإنترنت، واستغلوا بذكاء وسائل التواصل الاجتماعي للدعاية لأعمالهم الوحشية.
كما وثقوا مذابحهم الجماعية وعمليات الإعدام بقطع الرؤوس والرجم، إلى جانب ترويج قضيتهم لجمهور عالمي.
وجاء الإعلان عن مقتله بعد قرابة عامين من إعلان العراق عن هزيمة “داعش” وبعد خمس سنوات من إعلان التنظيم الاستيلاء على ما يقرب من ثلث مساحة البلاد.
وعلى الرغم من أن مقتله يمثل انتصارًا رمزيًا على الأقل لجهود الغرب في مكافحة الإرهاب؛ لكن ربما يكون له انعكاسات “غير معروفة” على الفور إزاء الهجمات المستقبلية المحتملة.
كان ينظر إلى البغدادي على أنه واجهة رمزية لشبكة الإرهاب العالمية، ووصفه متحدث باسم التحالف الدولي بأنه “غير ذي أهمية منذ فترة طويلة” في عام 2017.
** خليفة البغدادي
ليس من الواضح من سيخلف البغدادي، بعد مقتل الكثير من كبار قادة التنظيم في ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة، ومنهم فاضل أحمد الحيالي، الذي قال مسؤولون أمريكيون إنه القائد الثاني للجماعة.
قُتل الحيالي في غارة جوية شنتها الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2015، وكان من الشخصيات البارزة الأخرى أبو علي الأنباري، المسؤول المالي البارز للتنظيم المتطرف الذي قُتل في عام 2016.
وأشارت تقارير إلى مقتل أبو محمد العدناني، المتحدث باسم داعش، وأحد أبرز قادته في غارة جوية روسية عام 2016.
** مولد البغدادي
وُلد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي عام 1971 في مدينة سامراء شمالي بغداد.
لا توجد تفاصيل كثيرة حول نشأة البغدادي، باستثناء سيرة مختصرة نشرتها منتديات جهادية على الإنترنت في يوليو/تموز 2014، تقول إنه ينتمي إلى عائلة متدينة.
حصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية بين 1999 – 2007، ويقال إنه روج لحركة السلفية الجهادية في سامراء ومحافظة ديالى القريبة.
** تنظيم “القاعدة” في العراق
ووفقًا لمواقع تابعة لتنظيم “داعش”، اعتقلت القوات الأمريكية في العراق البغدادي وأرسل إلى سجن “بوكا” في فبراير/شباط 2004 على خلفية أنشطته العسكرية المعادية للولايات المتحدة، ثم أُطلق سراحه بعد 10 أشهر، وبعد ذلك التحق بفرع تنظيم “القاعدة” في العراق، الذي كان يتزعمه الأردني أبو مصعب الزرقاوي.
وقُتل الزرقاوي على يد القوات الأمريكية في غارة جوية شمالي بغداد عام 2006، وأصبح البغدادي مساعدا مقربا من أبرز شخصيتين في التنظيم، أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، حتى تولى البغدادي قيادة الجماعة، التي عرفت آنذاك باسم “دولة العراق الإسلامية”.
لكن الجماعة التي ورثها البغدادي، وهي الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في العراق، أضعفتها بالفعل سنوات من الغارات الأمريكية والعراقية، لكن البغدادي كان يلعب على المدى الطويل.
نشر البغدادي المهاجمين الانتحاريين وزرع العبوات الناسفة على جوانب الطرق، والسيارات المفخخة والمسلحين، وصعد وتيرة الهجمات ضد قوات الحكومة العراقية والمدنيين.
وفي الوقت نفسه، قلص الجيش الأمريكي قواته قبل الانسحاب المقرر في ديسمبر/كانون الأول 2011.
وعززت صفوف جماعته عمليات اقتحام السجون، ومنها هجمات ذات طابع عسكري على سجنين في منطقة بغداد في يوليو/تموز 2013، أطلقت سراح أكثر من 500 سجين.
**الحرب السورية
ووسع البغدادي دائرة عملياته لتمتد إلى سوريا، فانتقل المزيد من أتباعه، وربما البغدادي نفسه إلى سوريا، في إطار خططه لإعلان “دولة الخلافة”، التي امتدت إلى كل من العراق وسوريا الكبرى، والمعروفة أيضًا باسم بلاد الشام.
في إبريل/نيسان 2013، أعلن البغدادي ما يمكن اعتباره استيلاء عدواني على “جبهة النصرة”، وقال إنه يدمجها في مجموعة جديدة تعرف باسم “دولة العراق والشام الإسلامية”، في خطوة باغتت “جبهة النصرة” وقيادة “القاعدة”، على حد سواء.
وفي يونيو/حزيران 2014، استولى مقاتلو البغدادي على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وغيرها من المناطق التي يهيمن عليها السنة في شمال وغرب البلاد.
وأعلنت الجماعة دولتها الخاصة التي “تحكمها الشريعة”، ونصب البغدادي نفسه “الخليفة” لما أسماها “الدولة الإسلامية”، وحث المسلمين في جميع أنحاء العالم على مبايعته.
في 29 يونيو/حزيران 2014، نشرت الجماعة تسجيلًا مصورًا للبغدادي يلقي خطبة في مسجد بالموصل.
وأمر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بشن غارات جوية ضد داعش منذ 8 أغسطس/آب، لحماية المصالح الأمريكية، وتشمل قنصلية أمريكية في أربيل.
ورد عناصر التنظيم بقطع رؤوس الأسرى الغربيين، بدءاً من الصحفي الأمريكي المستقل جيمس فولي، ونشروا عمليات الإعدام في تسجيلات فيديو مروعة على الإنترنت.
في نهاية المطاف، وسع الحلفاء الأمريكيون والعرب الحملة العسكرية لاستهداف مقاتلي “داعش” بضربات جوية في سوريا أيضًا.
** هجمات باريس
وتحت وطأة الضغط في سوريا والعراق، اتجه التنظيم إلى الخارج، وتبنى مسؤولية هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس التي راح ضحيتها 130 شخصًا، وهجمات 22 مارس/آذار في بروكسل التي خلفت 32 قتيلًا.
وكانت تلك الهجمات الأشرس والأكثر دموية في قلب أوروبا.
في 30 أبريل/نيسان 2018، ظهر البغدادي في تسجيل مصور لأول مرة منذ خمس سنوات، معترفًا بهزيمته في آخر معقل للجماعة في سوريا، لكنه تعهد بـ”معركة طويلة” في المستقبل.
وزعم البغدادي، في التسجيل المصور، أن تفجيرات عيد الفصح في سريلانكا، في 21 أبريل الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصًا، كانت “جزءا من الانتقام” ضد الغرب.