على عشق الفن العثماني.. لبناني يستقر في تركيا

على عشق الفن العثماني.. لبناني يستقر في تركيا

منذ طفولته فتنه الفن العث

Araştırmacılardan ilginç deney: Lego parçalarını yuttular
Erdoğan’ın tutuklanmasını bekleyen şizofrenlerin ‘eli boş kaldı’
التركي إسماعيلوف يحصد ثلاث ذهبيات بكأس قطر الدولي لرفع الأثقال

منذ طفولته فتنه الفن العثماني في القصور التاريخية المشيدة بواسطة الأخشاب، فشبّ مولعًا بها قبل أن يغادر العاصمة اللبنانية بيروت، ليستقر في ولاية بیلَجك التركية، حيث يستلهم من النقوش والزخارف أفكار أعماله الفنية.

وسام شومان؛ فنان لبناني شد الرحال إلى الولاية الواقعة غربي تركيا، باحثا عن أصل الجمال الفني الذي استوقفه وأثار إعجابه.

وفي حديث للأناضول، يقول شومان الذي يبرع في مجال فنون النقش على الخشب، إن اهتمامه بالقصور العثمانية المبنية بواسطة الأخشاب بدأ منذ سنوات الطفولة الأولى.

ويضيف أنه انتقل من بيروت للعيش في إسطنبول قبل ثلاث سنوات، وأنه في هذه الفترة أجرى زيارات متكررة لقضاء “عثمان ايلي” بولاية بيلجك الزاخر بالقصور الخشبية العثمانية.

ويشير أن قضاء “عثمان ايلي” يمتلك تاريخًا قديمًا يعود لأكثر من 5 آلاف عام قبل الميلاد، معربا عن إعجابه الكبير بالقصور الخشبية الموجودة في القضاء.

ويذكر شومان أن القصور الخشبية في “عثمان ايلي” التي تشرف عليها وزارة الثقافة والسياحة، تقف شامخة متحدية انسياب الزمن، معربًا عن إعجابه بها، ولذلك قرر الاستقرار في القضاء ومواصلة مسيرته الفنية فيها.

وبالنسبة له، فإنّ الزخارف والنقوش الموجودة في القصور التاريخية، تشكل مصدر إلهام يدفعه لمواصلة نتاجه الفني.

ويلفت شومان، وهو متزوج وأب لطفلين، إلى أنه يقضي أوقات فراغه في التجول بشوارع وأزقة “عثمان ايلي” التاريخية، والإطلاع على تصاميم القصور الخشبية.

** نقلة في مسار العشق

وعن البدايات، ومراحل عشقه للنقش على الخشب، يقول شومان إنه ورث حب هذا الفن عن جده الذي كان نجارًا محترفًا.

ويفيد أن حياة جده لم تكن طويلة بالقدر الكافي ليشاطره بها خبراته في هذا المجال، ذلك لأنه توفي عندما كان شومان في الثامنة من عمره.

ويتابع: “رغم ذلك، بقيت أعمال جدي تشكل مصدر إلهام بالنسبة لي وتدفعني نحو العمل في مجال النقش على الخشب وتطويعه ضمن قوالب فنية”.

ويلفت إلى أنه أعجب كثيرًا بالأوابد الفنية الموجودة في “عثمان ايلي”، والأعمال الفنية المنقوشة على القصور الخشبية في القضاء.

ويمضى مستكملا قصته: “عندما جئت إلى هنا وتجولت في السوق القديم رأيت القصور الخشبية وما تحمله من قيم فنية عالية، وقلت حينها إن عليّ العيش هنا”.

ويوضح شومان أنه اصطحب عائلته من إسطنبول وجاء للعيش في “عثمان ايلي”، ليواصل أعماله الفنية في القضاء، ضمن أجواء مفعمة بالسكينة والاستقرار.

ويعتبر أن العمل في مجال النقش على الخشب يجعل الإنسان يشعر بالهدوء والسلام، مؤكدا أن “العمل في مجال النقش على الخشب يمثل حبًا وشغفًا بالنسبة لي. الخشب كائن حي يمكنك التحدث معه وهو يخبرك بما يجب القيام به”.

** رونق دائم

ويكشف شومان عن أنه من أب عربي وأم تركية، مشيرا أن هذا التنوع أعطاه الكثير من الثراء نتيجة إطلاعه على ثقافتي الشعبين.

وقال إن “الثقافة العربية غنية جدًا، وكذلك الأمر بالنسبة للثقافة العثمانية. أنا مزيج نصفه تركي ونصفه عربي. وأعتقد أن هذا الثراء ينعكس أيضًا على فني”.

ولفت إلى أن الأعمال الفنية التي قام بها حتى الآن هي في الواقع مزيج من الثقافتين العربية والتركية، مشددا أن النقوش والأعمال الفنية الموجودة في القصور العثمانية منذ 400 عام تمثل مصدر إلهام لجميع الفنانين.

ويختم قائلا: “عندما تزور القصور العثمانية، فإنك تفتن بالنقوش والزخارف التي تزين الخشب منذ نحو 400 عام. إن تلك النقوش والزخارف لا تزال صامدة تتحدى طول السنون”.