كيف رد أردوغان على تهديد دول أوروبية بفرض قيود على بيع الأسلحة؟

كيف رد أردوغان على تهديد دول أوروبية بفرض قيود على بيع الأسلحة؟

قال الرئيس التركي رجب طيب

Sumudica'nın sözleşmesi uzatıldı: 2021 yılına kadar devam
Hayreddin Barbarossa: Lion of the Mediterranean
العدالة والتنمية مخاطبا ماكرون: تحت أي غطاء تعمل قواتكم في أفريقيا؟

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعليقًا على فرض الحكومة الألمانية قيودًا على بيع الأسلحة لبلاده، إن أنقرة قادرة على تأمين احتياجاتها من الأسلحة، من مصادر مختلفة حول العالم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال اجتماع مغلق أجراه مع مدراء النشر في الصحف والمحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء، الأحد، في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر “دولمه باغجه” التاريخي بمدينة إسطنبول.

وتساءل أردوغان عن جدوى الشراكة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الوقت الذي تقوم فيه ألمانيا بفرض قيود على صادرات الأسلحة إلى تركيا، مشيرًا أن تركيا تشتري تلك الأسلحة بأموالها، وأنها قادرة على تلبية احتياجاتها من الأسلحة من مصادر مختلفة.

وأضاف أردوغان أن القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري، شرعا بتنفيذ عملية نبع السلام، من أجل القضاء على ممر الإرهاب الذي أريد تأسيسه على حدودها الجنوبية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ودحر العناصر الإرهابية شمالي سوريا والمتمثلة بمسلحي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش” الإرهابيتين.

وحول التصريحات المتضاربة للإدارة الأمريكية بشأن عملية نبع السلام، قال أردوغان: من يزرع الريح يحصد العاصفة. آمل أن نحقق النصر، لقد عقدت لقاءات عديدة مع السيد (دونالد) ترامب خلال الفترة الماضية. وكما هو معلوم فإن لدينا اجتماعًا معه في الثالث عشر من الشهر المقبل. كما يقوم وزراء الخارجية والدفاع والمالية بالاتصالات واللقاءات اللازمة.

وحول احتمالات فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، على خلفية عملية نبع السلام، قال أردوغان إنه يرى أن التصريحات التي يجري إطلاقها حول فرض عقوبات محتملة ضد تركيا، على أنها مزحة هذه المرحلة، وقد طلب اليوم من المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) إيضاحات بخصوص شراكة البلدين في الناتو والتصريحات الأخيرة المتعلقة بفرض قيود على توريد الأسلحة إلى تركيا.

وأكد أردوغان على أهمية الثبات ومواصلة العمل لتحقيق أهداف عملية نبع الفرات، وأن تركيا ستواصل نهجها في تحقيق الاعتماد على الذات فيما يتعلق بمجال الصناعات الدفاعية، مشيرًا أن نسبة اعتماد تركيا على الذات في هذا المجال وصل الآن إلى 70 في المئة، وأن هذه النسبة يمكن رفعها في الحالات الطارئة.

وحول مشروع طائرات (F-35) قال أردوغان أن هذا المشروع يعتبر مهمًا بالنسبة لتركيا، التي دفعت حتى الآن 1.4 مليار دولار ضمن هذا المشروع، وأنها تواصل تصنيع وإنتاج القطع اللازمة لإتمام هذا المشروع، وأضاف: على أية حال، ألا يوجد بلدان تقوم بتصنيع طائرات معادلة لتلك المقاتلات؟. بالطبع يوجد. وقد بدأت تلك البلدان بتقديم عروضها لنا.

وردًا على سؤال طرحه أحد الصحفيين المشاركين قال أردوغان إن أوروبا تعاني جملة أزمات في هذه المرحلة، وأنها تلقت رسالته حول فتح الحدود أمام اللاجئين.

وحول التعاطي الروسي مع تركيا، قال أردوغان: عند حدوث مشكلة ما نتواصل مع السيد بوتين خلال 24 ساعة ونعمل سويا على اتخاذ الخطوات اللازمة.

وأشار أردوغان أنه حقق مع بوتين خطوات ناجحة على صعيد الأزمة في سوريا، وأن الوزارات المعنية في البلدين تجري المشاورات المطلوبة لتذليل العقبات المحتملة واتخاذ الخطوات اللازمة بتنسيق عالٍ ودون مشاكل.

وشدد أردوغان على وجود تنظيمين إرهابيين خطيرين في المنطقة، هما “بي كا كا/ ب ي د” و”داعش”، مشيرًا إلى أن وزارة العدل التركية اتخذت تدابيرها اللازمة من أجل السجون التي يقبع بها الإرهابيون شمال الرقة (شمالي سوريا)، وأن الوزارة المعنية ستقوم بالاجراءات اللازمة والواجب تطبيقها تجاه تلك السجون.

وحول احتمال إطلاق تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي، سراح 785 من سجناء “داعش” الإرهابي في مناطقه، قال أردوغان إن “بي كا كا/ ي ب ك” يقوم بممارسة التضليل من أجل استثارة الأمريكان، وقد تحدثت إلى المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني، وكلاهما متفقان معنا في هذا الخصوص، وعلى أية حال سنقوم باتخاذ التدابير اللازمة فيما لو تم تسليم أمر تلك العناصر الإرهابية.

وحول الموقف الفرنسي، أوضح أردوغان أن باريس تتخذ مواقف غريبة جداً وتقدم تفسيرات غريبة تفتقر لمقومات الخبرة وبعيدة عن السياسة. ناصحًا أصحاب القرار في باريس باستجلاب مستشارين يمتلكون الخبرة من أجل مساعدتهم على إدارة البلاد بطريقة أكثر احترافية.

وحول المعركة التي نفذتها تركيا لمكافحة تنظيم داعش، أوضح أردوغان أن أنقرة اعتقلت أكثر من 7000 مقاتل أجانبي ينتمون للتنظيم، وأن العمليات الأمنية في هذا الموضوع لا تزال جارية على قدم وساق، فضلًا عن أن تركيا قامت بترحيل عدد لا بأس به من هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم الأصلية.

وفيما يخص المنطقة الآمنة، لفت أردوغان إلى أن تركيا دعت المجتمع الدولي لإنشاء تحالف وعقد اجتماع للمانحين لإعادة إعمار المنطقة الآمنة، إلا أن تلك الدعوات لم تقابل باستجابة إيجابية، فيما لا تزال الأموال تتدفق وبغزارة على التنظيم الإرهابي.

كما شدد الرئيس التركي على أن مسلحي “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي، لم يتوانوا عن مهاجمة المدنيين، بلا رحمة، وأن الجميع يعلم بالانتهاكات التي ارتكبها هذا التنظيم ضد المدنيين في عفرين والباب وجرابلس، ولسوء الحظ ، فقد ارتكبوا هذه الانتهاكات دون أن يأخذهم وازع الرأفة أو الرحمة.

وتابع أردوغان: وفي الوقت الذي يصم فيه المجتمع الدولي الآذان تجاه تلك الانتهاكات، تقوم بعض دول العالم بإظهار العملية العسكرية التركية كما لو كانت جريمة، لكنهم يعلمون بأن هذه المحاولات لن تؤتي أكلها، لأن عمليتنا العسكرية ترتكز إلى أسس ثابتة، وتلقى دعمًا شعبيًا، وها هو العالم أجمع رأى بأم العين كيف قام مسلحو التنظيم الإرهابي بقتل الرضيع السوري محمد عمر بدم بارد.

وبمشاركة الجيش الوطني السوري، أطلق الجيش التركي، الأربعاء، عملية نبع السلام في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.