متحف'15 تموز' بتركيا.. يحفظ ذاكرة الانقلاب الفاشل في 2016

متحف'15 تموز' بتركيا.. يحفظ ذاكرة الانقلاب الفاشل في 2016

جذب متحف "الذاكرة 15 تموز"، ا&

Beşiktaş-Galatasaray
الرئيس الإيراني: نعيش أصعب أيامنا منذ الثورة
Fatih Terim Tuzlaspor maçı sonrasında futbolcularına isyan etti

جذب متحف “الذاكرة 15 تموز”، الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصف يوليو/ تموز الماضي، الآلاف من الزوار الأجانب والمحليين منذ افتتاحه.

وبلغ عدد زوار المتحف، الذي يضم معروضات ومجسمات تحمل آثار المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/ تموز 2016)، 191 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية.

وقال عبد الرحمن طارق شبيك، رئيس جمعية “15 تموز”، لمراسل وكالة الأناضول، إن المتحف أقيم في مدخل جسر شهداء “15 تموز” في الجانب الأسيوي من إسطنبول، في نقطة تعتبر من أهم النقاط التي تذكر بتصدي الشعب التركي لمحاولة الانقلاب الغادرة.

ولفت شبيك، أن المتحف يظهر مدى وحشية الانقلاب الغادر، والدفاع الأسطوري الذي أظهره الشعب التركي ضد الانقلابيين، دفاعًا عن قيم الديمقراطية.

وأضاف أن المتحف يحيي ضمن أجنحته ذكريات 251 شهيدًا فقدوا حياتهم للحفاظ على قيم الديمقراطية، ودفاعًا عن مكتسبات هذا البلد (تركيا)، وعدم الرزوح تحت وطأة حكم الانقلابيين.

ولفت أن 6 آلاف شخص على الأقل زاروا المتحف خلال عيد الجمهورية الماضي (29 أكتوبر/ تشرين الأول)، مشيرا إلى أن المتحف يبقى مفتوحًا في أيّام الأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية، بسبب إقبال المواطنين على زيارته في تلك المناسبات.

وأعرب شبيك عن سعادته لإقبال المواطنين الأتراك على زيارة المتحف خلال الأعياد الوطنية، وقال: “العدد الكبير للزوار في عيد الجمهورية الماضي جعلنا نشعر بفخر كبير. إقبال المواطنين على زيارة المتحف، يدل على أهمية النضال الذي خاضه الشعب التركي ضد الانقلابيين”.

وأشار أن المتحف يستقبل أيضًا زوارًا من خارج البلاد، يأتون خصيصًا للاطلاع على موجوداته، وتقديم الاحترام لذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية قيم الديمقراطية، إضافة إلى زوار يأتون ضمن مجموعات مدرسية.

وأعرب عن رضاه عن عدد زوار المتحف، مشيرًا أن عدد الزوار خلال الذكرى السنوية الثالثة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، تجاوز جميع التوقعات.

وقال: “استقبلنا خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، 191 ألف زائر. في الواقع، إن هذا العدد في مثل هذا الوقت القصير قد يكون رقمًا قياسيًا. نحن طموحون ونعمل على زيادة العدد خلال السنوات المقبلة”.

ولفت شبيك إلى أن إدارة المتحف تتوقع أن يصل عدد الزوار خلال العام الحالي، إلى المليون، وأن هذا الرقم أصبح بمثابة هدف تبذل إدارة المتحف ما بوسعها من أجل تحقيقه.

وأضاف أن إدارة المتحف وقعت مع مديرية التعليم في إسطنبول بروتوكولًا، يمكن طلاب المرحلة الثانوية في المدارس التركية من إجراء زيارات منتظمة إلى المتحف.

وحول موجودات المتحف، لفت شبيك إلى أنه يسلط الضور على تاريخ الانقلابات حول العالم والاستعمار، وكذلك محاولة الانقلاب الغادرة التي نفذها عناصر يتبعون لتنظيم “غولن” الإرهابي.

وتابع قائلًا: “أقيم المتحف على مساحة ألف و500 متر مربع بجانب نصب لشهداء 15 تموز، ومكتوب في مدخله كلمة (لا تنسى)، ويضم أسماء الشهداء الذين ارتقوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، وأغراض تخلد ذكرى الشهداء والمصابين في تلك الليلة، إضافة إلى وثائق حول تاريخ الانقلابات في العالم والتاريخ الاستعماري”.

واستطرد: “تضم المعروضات حربة وعمرة (بيريه) ضابط الصف عمر خالص دمير، الذي تمكن من إطلاق النار على أحد قادة الانقلاب العميد سميح ترزي ليرديه قتيلًا قبل استشهاده، إضافة إلى هاتف خليوي للمذيعة التركية هاندة فرات، والذي استطاع الرئيس أردوغان من خلاله مخاطبة الشعب التركي عبر شاشات التلفزة، وشحذ هممهم للتصدي لمحاولة الانقلاب الغادرة”.

وأضاف: “أما في قسم عصر الانقلابات، فيتضمن القسم معلومات عن الانقلابات التي شهدتها دول مختلفة حول العالم، ما بين أعوام 1950-2016، وتسعة محاولات انقلاب شهدها تاريخ الجمهورية التركية”.

كما يتضمن هذا القسم، بحسب شبيك، معلومات عن أبرز القادة العالميين الذين ناضلوا ضد الاستعمار، وأبرزهم (مؤسس الجمهورية التركية) مصطفى كمال أتاتورك، والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والزعيم البوسني علي عزت بيغوفيتش، والزعيم الهندي المهاتما غاندي.

وفي 15 يوليو/ تموز الماضي، افتتح الرئيس أردوغان، متحف “الذاكرة 15 تموز”، بمدخل جسر “شهداء 15 تموز” في الجانب الأسيوي من إسطنبول.

وفي كلمة خلال الحفل، أكد الرئيس التركي أن “أكبر الخيانات في تاريخ البلاد السياسي تحولت إلى نصر ديمقراطي بفضل تضحية وشجاعة ونضال الشعب”، مشيرًا أن رد فعل الشعب التركي على خيانة 15 تموز تعتبر أمانة مباركة يجب نقلها من جيل إلى جيل.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ”غولن”، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من المدن.

وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع 251 شهيدًا وآلاف الجرحى.