“ممالك النار”.. عندما تُوظف الإمارات جهالتها بالتاريخ والحاضر لمعاداة…

“ممالك النار”.. عندما تُوظف الإمارات جهالتها بالتاريخ والحاضر لمعاداة…

بدأت قناة إم بي سي السعود

Antalya haberleri: Girdikleri bahçeden 30 bin TL değerinde 10 bin…
لأول مرة.. أنطاليا التركية تستضيف أكثر من 15 مليون سائح
ترامب يرد على ماكرون: الولايات المتحدة تتمتع بعلاقات كبيرة مع تركيا

بدأت قناة إم بي سي السعودية الأسبوع الماضي عرض مسلسل “ممالك النار” الذي أنتجته الإمارات، ويهدف إلى تشويه تاريخ الدولة العثمانية، كجزء من الدعاية السوداء التي تنتجها كل من أبو ظبي والرياض ضد تركيا وحكومتها.

وكان الإعلان الترويجي الذي سبق بث المسلسل كافياً لاستنتاج ضحالة الأرضية التي استند إليها وهشاشة وزيف المعلومات التاريخية التي استقاها، لا وفق منهجية البحث العلمي بل وفق هوى حكام الإمارات، الذين باتت تركيا بمواقفها المدافعة عن الشعوب العربية والإسلامية وقضاياهم العادلة تقض مضاجعهم.

مسلسل “ممالك النار” بإنتاجه الضخم البالغ 40 مليون دولار وبحلقاته الـ14، يحاول تجسيد المرحلة التاريخية التي سقط فيها حكم المماليك في مصر على يد السلطان العثماني سليم الأول، في معركة الريدانية الشهيرة، وهو حدث تقر معظم المراجع التاريخية بأن أسبابه الكثيرة تنبع بالدرجة الأولى من الظلم والتسلط الذي كان يطبع حكم الممالك في تلك الآونة، ما جعل أهالي مصر يرحبون بالحكم العثماني.

ورغم هذه الحقيقة، فإن المسلسل الإماراتي يظهر سلطان المماليك في مصر طومان باي، كحاكم عادل ورع ومحبوب من قبل الجماهير، ويقود “مقاومة” ضد ما يصورة المسلسل على أنه “احتلال” عثماني لمصر.

منتج المسلسل، الإماراتي ياسر حارب، صاحب الشركة المنتجة “جينوميديا”، كتب على تويتر في تعليقه على قرب بث المسلسل: السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، في مواجهة المحتل العثماني سليم الأول”. وهكذا يصف دخول العثمانيين مصر بأنه احتلال، علماً بأن المماليك حكام مصر آنذاك لم يكونوا مصريين، بل من أصول تركية، فالصراع كان بين دولتين تركيتين أساساً، وهذه النقطة بحد ذاتها مؤشر ذو دلالة كبيرة على طبيعة هدف منتجي المسلسل ومدى عدم عنايتهم بالحقائق التاريخية.

ولقي المسلسل، غداة بث إعلانه الترويجي انتقاداً واستهجاناً واسعين لدى مثقفين وكتاب عرب، ورأى بعضهم أن الهدف المباشر من إنتاجه هو منافسة الدراما التاريخية التركية التي حصدت نجاحات كبرى في العالم العربي بشكل خاص.

إلا أن الانتقادات الأهم توجهت إلى الإمارات التي غدت رأس الحربة في معاداة القضايا العادلة للشعوب الإسلامية، وكل من يحمل راية هذه القضايا، وفي مقدمتهم تركيا.

ويرى البعض المسلسل نقطة تحول في سياسة الإمارات الهادفة إلى تشويه صورة تركيا ماضياً وحاضراً، وذلك بالانتقال من عمل “الذباب الإلكتروني” على شبكات التواصل الاجتماعي إلى محاولة توظيف الفن والدراما للهجوم على تركيا، بهدف الوصول إلى كل شرائح المجتمع.

ويطرح البعض تساؤلات في هذا الصدد؛ لماذا لا تنتج الإمارات أعمالًا درامية عن إيران الفارسية التي تحتل الجزر الإماراتية، وهي أولى من النيل من تاريخ الأتراك؟ ولماذا لا تنتج أعمالاً عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟

والسؤال الأهم ربما هو إذا كانت الإمارات تريد أن تنافس الدراما التركية، فلماذا لا تنتج مسلسلات تمجد رموز العرب التاريخية، بدلا من الانشغال بالدراما التركية والرموز التاريخية التي تتناولها؟