العنصرية في ملاعب أوروبا.. 'تسلل' جماهيري يفسد الساحرة المستديرة

العنصرية في ملاعب أوروبا.. 'تسلل' جماهيري يفسد الساحرة المستديرة

يشكل تفشي ظاهرة العنصرية

Muslim call for prayer recited in Amsterdam for first time
Yeni Zelanda'da Whakaari Yanardağı patladı: 20 yaralı
Akdeniz'de kurtarılan 276 düzensiz göçmen için AB ülkelerinden liman…

يشكل تفشي ظاهرة العنصرية ضد لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء تهديداً مباشراً للدوريات الأوروبية، لاسيما مع تخاذل هيئات الكرة الدولية في مواجهة الظاهرة المستفحلة.

وشهدت الملاعب الأوروبية خلال الموسم الكروي الحالي حوادث عنصرية متزايدة، خاصة في إيطاليا، شملت تقليد أصوات “القردة” في المدرجات كممارسة عنصرية ضد اللاعبين من أصول إفريقية.

وأمس الأربعاء، هدد الهولندي الدولي جورجينيو فينالدوم (29 عاماً)، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، بالخروج من الملعب حال تعرضه لشتائم عنصرية.

وفي مقابلة مع محطة “سي إن إن” قال فينالدوم إنه سيغادر الملعب حال تعرض للعنصرية حتى لو كان في نهائي دوري الأبطال أو بطولة أوروبا 2020، مضيفاً “لماذا يتعين على المرء أن يواصل في هذه الحالة؟ إذا واصلت اللعب، فلن يتوقف هذا الأمر أبدا”.

وأقر اللاعب أسمر البشرة، الذي تعود جذوره إلى جمهورية سوينام في أمريكا اللاتينية، بأن الحوادث العنصرية في الملاعب الأوروبية خلال الفترة الأخيرة أثرت عليه بشدة.

**تخاذل “فيفا” و”يويفا”

من جانبه، انتقد ريكاردو فاتي، لاعب الكرة السنغالي تخاذل الهيئات الدولية لتنظيم لعبة كرة القدم مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والاتحاد الدولي للكرة (الفيفا) في مكافحة العنصرية.

وقال فاتي، لاعب خط الوسط في نادي “أنقرة غوجه”، للأناضول، إنّه “لا مكان للعنصرية في كرة القدم، لكن للأسف تظهر في عدد من المجتمعات”.

وعددّ أوجه القصور لدى الفيفا واليويفا مضيفا: “لا أعتقد أنهما يؤديان دورهما بشكل صحيح، نعلم أن هناك طرق عدة لوقف العنصرية، لكنهم لا يفعلون شئ لوقف هذا النوع من الممارسات”.

وتابع: “على سبيل المثال، في إنجلترا، تم القضاء على ظاهرة مثيري الشغب، لقد فعلوا ذلك بشكل جيد للغاية. لكن في إيطاليا، لا أعتقد أنهم يأخذون هذه الأمور على محمل الجد”.

واعتبر فاتي أن المشجعين في المدرجات لا يخشون الفيفا أو أي اتحاد آخر، مضيفاً “لذا يتعين على تلك الهيئات والاتحادات أن تكون أكثر قوة في مواجهة هذه القضية”.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، تعهد مرارا بالقضاء على العنصرية والتمييز في ملاعب كرة القدم دون جدوى.

وفي السنوات الأخيرة، أصدر “يويفا” شريط فيديو لزيادة الوعي بشأن العنصرية، شارك فيه عدد من نجوم اللعبة بينهم كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وزلاتان، وإبراهيموفيتش.

غيّر أن اللاعب السنغالي مازال يرى قصورا في أداء تلك الهيئات الدولية، وذلك رغم تأكيده على أنه لم يتعرض شخصيا، لأي اعتداء عنصري.

وأردف بالقول: “شخصيا، لم أعانِ من أي اعتداء عنصري، لكن عدداً من أصدقائي واجهوا هذه المشكلة، ومعظمهم كانوا في إيطاليا عندما تعرضوا للعنصرية”.

وكان “فاتي” (33 عاما) لاعب خط وسط سابق في نادي روما الإيطالي، قبل انتقاله إلى “أنقرة غوجه” التركي.

** عنصرية إيطالية

وحول تزايد العنصرية في المدرجات الإيطالية مقارنة مع دول أوروبية أخرى، قال “فاتي” إن إيطاليا “ليست معتادة على التعامل مع الكثير من المهاجرين”.

وأوضح أن مستوى العنصرية في إيطاليا “قد يكون مرتفعًا، كون المجتمع الإيطالي لا يعتاد على الحياة مع أشخاص لديهم ثقافات مختلفة”.

وتعاني أوروبا ولاسيما إيطاليا، خلال الموسم الكروي الحالي، من العنصرية بقدر ما طغى خطاب الكراهية ضد لاعبي الكرة من أصحاب البشرة السمراء في القارة الأوروبية.

وشكل تنامي تلك الظاهرة تهديدا لوضع الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية وانتظام مبارياتها.

ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تعرض ماريو بالوتيلي، اللاعب الإيطالي ذو الأصول الغينية للعنصرية من مشجعي نادي “هيلاس فيرونا”، حيث قاموا بتقليد أصوات قردة من المدرجات.

غيّرأن “بالوتيلي” (29 عاما) لاعب فريق ” بريشيا” واجه تلك العنصرية برمي الكرة في اتجاه المدرجات، وأعلن رغبته في مغادرة الملعب.

إلا أن أعضاء فريقه والفريق المنافس حالوا دون ذلك.

وفي الوقت نفسه، حظر نادي “هيلاس فيرونا” قائد مشجعيه (ألتراس) لوكاس كاستيلليني حتى العام 2030، على خلفية تصريحات عنصرية أطلقها ضد بالوتيلي، واعتبرها النادي تنتهك قيمه ومبادئه.

وفي أحد لقاءاته الإذاعية، قال كاستيلليني إنّ بالوتيلي “إيطالي لحمله الجنسية فقط، وإنه لن يكون إيطالياً بشكل كامل”.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق مشجعو نادي كاجلياري الإيطالي عبارات عنصرية ضد اللاعب البلجيكي في نادي “إنتر ميلان”، روميلو لوكاكو، خلال مباراة في الدوري الإيطالي.

وتعرض لوكاكو (26 عاما) لـ “صيحات القردة” أثناء استعداده لتسديد ضربة جزاء.

ورغم فتح هيئة تأديبية في دوري الدرجة الأولى الإيطالي تحقيقا في الواقعة، إلا أن نادي كاجلياري لم يواجه أي عقوبات.

كما رفض جهاز الكرة الإيطالي تصنيف الصيحات بأنها “عنصرية”؛ ما نتج عنه عدم فرض أي عقوبات على كاجلياري.

علاوة على ذلك، شهد الموسم الكروي الإيطالي الماضي إطلاق مشجعي نادي “إنتر ميلان” صيحات القردة في وجه لاعب نابولي، المهاجم السنغالي كاليدو كوليبالي خلال مباراة في مدينة ميلان.

وعلى خلفية تلك الواقعة، فرض جهاز الكرة الإيطالي عقوبات على نادي “إنتر ميلان”، ولعب الفريق مبارتين على أرضه دون جمهور.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أقر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جياني إنفانتينو، بوجود العنصرية في ملاعب الدوري الإيطالي الممتاز، بعد توالي حوادث الإساءة للاعبين بسبب أصولهم ولون بشرتهم.

وقال “إنفانتينو”: “نشهد من جديد حلقة أخرى من العنصرية في الدوري الإيطالي، الأمر لم يعد مقبولا”، بحسب ما نقلت صحيفة ماركا الإسبانية.

** خطاب الكراهية في بلغاريا

بشكل منفصل، وخلال مباراة دولية بين بلغاريا وإنجلترا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجه مشجعو المنتخب البلغاري إساءات عنصرية إلى لاعبي بريطانيا، أثناء المباراة التي جمعت الفريقين في العاصمة صوفيا ضمن تصفيات بطولة أوروبا لعام 2020.

ووصف بعض المشجعين البلغار اللاعبين البريطانيين ذوي البشرة السمراء رحيم سترلنج، وماركوس راشفورد، وتيرون مينغز، بـ”القردة”، كما قام بعض المشجعين البلغار باستعراض التحية النازية أثناء المباراة.

وعليه، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) عقوبات على الاتحاد الكروي البلغاري، سيلعب بموجبها المنتخب مباراته القادمة على أرضه بدون جماهير، وطبقت العقوبة على مباراة بلغاريا في التصفيات ضد جمهورية التشيك في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

كما ألزم “اليويفا” الاتحاد الكروي البلغاري بغرامة مالية قدرها 85 ألف يورو، إضافة إلى رفع منتخب بلغاريا خلال مبارتين على ملعبه، لافتة “لا للعنصرية” إلى جانب شعار “اليويفا”.

وعلى إثر واقعة الهتافات العنصرية لمشجعي المنتخب البلغاري، أعلن رئيس اتحاد كرة القدم في بلغاريا، بوريسلاف ميهايلوف، استقالته من منصبه، قائلاً: “من غير المقبول بالنسبة لبلغاريا، التي تعد واحدة من أكثر الدول تسامحًا في العالم، أن ترتبط بالعنصرية وكراهية الأجانب”.