تعتزم تركيا بناء متحف جد
تعتزم تركيا بناء متحف جديد يروي أحداث الطوفان العظيم الذي حمل سفينة النبي نوح عليه السلام، ولاية آغري الواقعة على الحدود الشرقية لتركيا، وفق ما أعلن الوالي.
ونوه “سليمان ألبان” الوالي خلال حديثه عن مشروع المتحف، إلى الاعتقاد السائد بأن سفينة نوح قد رست على قمة جبل آغري. وأضاف: “لذلك نرجح أن المتحف سيكون فرصة عظيمة لجذب السياح إلى مدينتنا وكذلك إلى جبل آغري”.
وصرح “ألبان” أنه تم الانتهاء من إعداد مخططات المشروع على يد شركة تصميم دولية، وستبدأ مراحل البناء قريباً. ومن المقرر أن يفتح المتحف أبوابه للزائرين في عام 2021.
وحول الهدف من بناء المتحف تحدث حاكم الولاية قائلاً: “هدفنا من بناء هذا المتحف هو تعريف الناس بقصة الطوفان العظيم وقصة بناء سفينة سيدنا نوح عليه السلام. وسيساهم المتحف أيضاً في دعم اقتصاد المنطقة بشكل كبير. ونحن نسعى من خلاله لجذب السياح من جميع أنحاء العالم إلى هذه البقعة التاريخية الغنية من بلادنا. وبحسب التقديرات نتوقع بعد افتتاح المتحف أكثر من مليون زائر في غضون السنوات الخمس المقبلة”.
يذكر أن المؤرخين والباحثين من جميع أنحاء العالم بحثوا على مدى سنوات طويلة عن بقايا سفينة نوح، ولطالما كثر الجدل حول مواقع مختلفة زُعم أن السفينة رست فيها، من ضمنها جبل آغري في تركيا. ومن الأمور التي عززت هذا الاعتقاد أن باحثون صينيون وأتراك أعلنوا عام 2010 أنهم عثروا على بقايا خشبية لهيكل “يشبه التابوت” حول جبل آغري، أعلى قمة في تركيا.
هذا وعقدت في ولاية أغري سنة 2017، النسخة الرابعة من الندوة الدولية حول جبل أغري وسفينة نوح، بمشاركة عدد من العلماء وأساتذة الجامعات.
وقد قال عضو هيئة التدريس بكلية الآداب في جامعة إسطنبول، البروفيسور أوقتاي بللي، إن منطقة شرق الأناضول تشهد منذ 47 عامًا عمليات مسح وحفريات أثرية لاستكشاف مكنوناتها وأسرارها.
وأضاف “سفينة نوح ليست أسطورة بل حدث حقيقي، وكافة الكتب المقدسة تعترف بهذه الحقيقة”.
من جهة أخرى، قام فريق الأناضول بتصوير المنطقة التي يعتقد أنها من آثار سفينة نوح من الجو عبر طائرة مسيرة.
يشار إلى أن جبل أغري يقع شمال منطقة الأناضول من الجهة الشرقية، ويبعد عن الحدود مع إيران مسافة 16 كم، وعن الحدود مع أرمينيا مسافة 32 كم.
وتعتبر قمة الجبل المذكور أعلى قمة في تركيا إذ يصل ارتفاعها 5 آلاف و137 مترًا.
وبحسب الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلامية)، فإن سفينة نوح (فُلك)، هي سفينة صنعها نوح لحماية عائلته والحيوانات وجميع الكائنات الحية من الطوفان العظيم بعدما كثر شر الناس.
أما في الإسلام فقد بينت الآية (40) في القرآن من سورة هود أنها سفينة صنعها نوح بوحي الله وأمره فيها بأن يحمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكراً وأنثى، ويحمل فيها أهل بيته إلا من سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كأبنه وامرأته، ويحمل فيها من آمن معه من قومه، ليهلك جميع من تبقى من المفسدين من قومه الذين كذبوا رسالته بطوفان عظيم.
كما ذكرت السفينة في عدة أساطير قديمة منها أسطورة الطوفان السومرية/الأكادية التي ذكرت قصة مشابهة لقصة طوفان نوح، كما تم ذكر سفينة مماثلة في أساطير بعض الشعوب القديمة.
ورغم أن المستكشف الإيطالي ماركو بول قال “لم يتمكن أحد من التسلق إلى قمة هذا الجبل (أغري)”، لكن المستكشف والفيزيائي الروسي فريدريش باروت استطاع التسلق إلى قمة الجبل عام 1829، ليصبح بذلك أول شخص يصعد إلى قمته.