'عبد المجيد أفندي' بإسطنبول.. متحف يحتضن الفن والتاريخ معًا

'عبد المجيد أفندي' بإسطنبول.. متحف يحتضن الفن والتاريخ معًا

تحتضن مدينة إسطنبول، قبل

سيفاس سبور يكتسح قيصري ويعتلي القمة التركية
Süleyman Seyfi Öğün: Yurtseverlik
Mehmet Acet: Havada uçuşan senaryolar…

تحتضن مدينة إسطنبول، قبلة العالم وملتقى الحضارات، على شطريها الآسيوي والأوروبي قصورا ومتاحف كثيرة باختصاصات متنوعة، توثق للتاريخ والحضارة والإنسانية.

متحف عبد المجيد أفندي، الواقع على الطرف الآسيوي من المدينة، أحد تلك المعالم الفريدة، وهو قصر بني داخل محمية طبيعية خضراء تحيط به الأشجار من كل مكان، ويحتضن معارض فنية في مجالات عديدة تستقبل زائريها بشكل مستمر. كما يستقبل المتحف السائحين والزائرين.

تماثيل ونماذج عديدة تجدها في المتحف، فربما رأيت دبا معلقا على سقف، أو زرافة مدت رأسها من باب، أوطيورا تظهر لك من باطن الأرض، في أعمال وحيل فنية مدهشة، تسحر ألباب الحاضرين لهذه المعارض.

القصر الذي يحتضن بتاريخه الفن، يواصل مهامه في أيامنا الحالية باستضافة الفنون، وهو في ذات الوقت متنزه ومركز للزائرين والسائحين القادمين لإسطنبول، ووجهة متميزة كما مختلف أرجاء المدينة العريقة.

** قصة القصر

يحمل القصر اسم عبد المجيد أفندي، واسمه لعبد المجيد شيهزاده أي ما يعادل الأمير، ويقع في محمية باغلارباشي على الطرف الآسيوي، وكان يستخدم من قبل عبد المجيد أفندي كمنتجع في فصل الصيف، ولشغفه بالفنون كان يستضيف به الفنانين في القرن التاسع عشر، ليتحول إلى ما يشبه مركزا ثقافيا منذ ذلك الحين.

يتألف القصر من 3 طوابق على الطراز الحديث، يعود بناءه إلى الفترة 1880-1885، وأغلب الروايات تقول أن الخديوي إسماعيل بناه من أجل الصيد في هذه الفترة، وبعد وفاته انتقلت ملكيته لابنه محمود حميد باشا.

لكن السلطان عبد الحميد اشترى القصر من أجل ابنه عبد المجيد وخصصه له، ومنذ ذلك التاريخ عرف باسم قصر عبد المجيد أفندي.

وفي الوقت الحالي، يستضيف المتحف النشاطات الفنية والثقافية المختلفة، وتحول لمتحف يعامل مثل بقية المتاحف الأخرى.

ويعلو باب القصر الآية القرآنية “لا غالب إلا الله”، فضلا عن آيات قرآنية أخرى، ويتميز القصر من الداخل بالبورسلان الصيني، والتي تزينت وتزخرفت يدويا، كما يتميز بنوافذه الفريدة وبحيرته وبتزيينه الداخلي.

ولاحقا، تم إضافة أقسام أخرى للقصر، من مبان مخصصة للنساء، ومبان للاستخدام المشترك، ليتحول إلى مجمع قصري، بينما تميز القسم المخصص للنساء ببنائه الخشبي.

**مركز ثقافي قديم

اشتهر عبد المجيد أفندي بشغفه بالفنون على مختلف أنواعها، واستغل قصره في استضافة الفنانين المعاصرين له في تلك الحقبة، وكان الأربعاء هو اليوم المفضل لهذه الاستضافة، حين يجمع الفنانين في قصره، ويلتقي معهم بشكل دوري.

ومنذ ذلك التاريخ، ارتبط القصر بأجوائه الثقافية والفنية، خاصة مع اهتمام عبد المجيد بفن الخط، وشغفه بالرسم أيضا.

ومع تولي السلطان وحدة الدين العرش العثماني عام 1918، بات عبد المجيد وليا للعهد، وانتقل من قصره هذا، إلى قصر “دولما باهتشه” الذي كان مقر السلطان العثماني آنذاك.

وفي أربعينيات القرن الماضي، اشترت إحدى العائلات القصر، وعملت على ترميمه، بعد أن استخدم في الحرب العالمية الثانية كمقر عسكري، وحديثا يُستخدم القصر من قبل “مجموعة كوش” للفعاليات الاجتماعية، حيث تنظم فيه نشاطات ثقافية.

وخضع القصر آخر مرة للترميم في الفترة بين عامي 1987-1988، وهو مفتوح للزائرين والقاصدين للقصر من أجل التنزه، خاصة أن لديه حديقة متميزة، وموقعه مناسب للسائحين والقادمين.

** الطفل بداخلي

ضمن إطار الفعاليات الثقافية العديدة التي تنظم في مدينة إسطنبول العريقة، يستضيف متحف عبد المجيد أفندي، معرض “الطفل بداخلي”، الذي تنظمه مجوعة كوش المشرفة على النشاطات الثقافية.

وتعرض مجموعة أعمال ضمن ممتلكات رئيس مجلس إدارة المجموعة عمر كوش، ويستقبل الزائرين إليه في كل يوم، ضمن ساعات العمل، خلال 6 أيام بالأسبوع، كما تعمل بقية المتاحف التركية.

ويتضمن المعرض نحو 100 عمل فني مختلف لنحو 60 فنانا من 17 بلد مختلف، تمتد هذه الأعمال من القرن السابع عشر وحتى يومنا هذا، وتقوم المجموعة على هذا المعرض ضمن نشاطها الممتد في رعاية الأعمال الفنية في إسطنبول.

المعرض يستمر ويحوي مجموعة أعمال فنية متنوعة، عرض قسم منها داخل القصر وآخر خارجها، تتضمن رسومات وأشكال عديدة، وتماثيل ونماذج تسحر النظارين.

وبذلك ينضم المتحف إلى بقية متاحف إسطنبول، كوجهة يمكن زيارتها في إسطنبول، بما فيها من تناسب وانسجام وحكاية، وأعمال فينة تستضيفها، تحكي قصة الحضارة والتاريخ العريق للمدينة.