قال عضو اللجنة الدستورية
قال عضو اللجنة الدستورية السورية عن المعارضة عبد المجيد بركات، إن المعارضة خاطبت كل السوريين في الجلسة الافتتاحية بجنيف، عكس النظام، مبينا أن المناخ الدولي إيجابي ويدفع لإنجاح العملية الدستورية.
وتحدث بركات، في مقابلة مع الأناضول بجنيف، عن الجلسة الافتتاحية للجنة الدستورية وما يعقبها من اجتماعات، في المقر الأممي بإشراف المبعوث الخاص غير بيدرسون.
وأوضح بركات “كنا مستعدين للجلسة الافتتاحية، وندرك أن النظام قد يلجأ إلى الاستفزاز، ولكن بالمجمل الأمور سارت بشكل جيد، وأعتقد أنها كانت جلسة متوازنة”.
وأضاف “كثيرون لم يتوقعوا أن يتحدث النظام عن دستور جديد وهو ما ذكره (الرئيس المشارك) أحمد الكزبري في كلمته، وكذلك تحدث عن عملية سياسية تبدأ باللجنة الدستورية وتستمر إلى أن يطبق القرار 2254 وهو ما يعني أنها إيجابية في الطرح”.
وفي مقابل ذلك رأى بركات أن “كلمة (الرئيس المشارك عن المعارضة) هادي البحرة كانت شاملة، تحدثنا في وفد المعارضة بالجلسة الافتتاحية نيابة عن كل السوريين، فيما وفد النظام كان مركزًا في حديثه عن السوريين في مناطقه”.
ولفت أن هذا “ما نحاول أن نظهره للأمم المتحدة، بأننا معنيون بكل السوريين، ونتوقع أن تكون بداية بناء تفاوضات ونقاشات جيدة في الجلسات القادمة”.
وعن الأجواء، التي خيمت عليهم عقب الجلسة الافتتاحية، قال “أعتقد أن المناخ الدولي إيجابي في هذا الموضوع، والدول الضامنة والدول الدافعة باتجاه العملية السياسية، متوافقة بشكل كبير لإنجاح هذا العمل، وبالتالي النظام مجبر على الالتزام بهذا الأمر، كونه متأثر بهذه التفاعلات الإيجابية في المجتمع الدولي”.
وأردف “ما سمعناه من أصدقائنا في الدول الضامنة وروسيا أيضًا، تحدثوا أنهم يريدون إنجاح اللجنة الدستورية، وليس لدى النظام سوى التعامل مع هذا الأمر بصورة إيجابية”.
وأوضح أيضا “كنا نتوقع عرقلة من النظام، ولا زلنا ندرك أن هناك الكثير من العمل الشاق والنقاشات بيننا، ولكن نسعى جاهدين لأن ننتج من خلال الجلسات الكثير، وألا يكون هناك إطالة في الوقت ومضيعة، وأعتقد أن المناخ الدولي الإيجابي سينعكس بشكل كبير على التوافقات التي ستحدث”.
وردًا على سؤال حول المرحلة اللاحقة، قال “الجلسة الافتتاحية كانت محاولة من الأمم المتحدة لكسر الجمود بين المجموعات الثلاث، بالإضافة لإعلان رؤيتي رئيسي الجلسة وهو أمر جيد، ولكن الانتقال للمرحلة الصعبة في العمل الجاد، هي من الآن فصاعدًا”.
وزاد بركات “لدينا جلسة الخميس لإلقاء جميع أعضاء اللجنة الدستورية الـ150 كلمات تعبر عن رؤيتهم في الدستور، والحل السياسي، والمسار، والجهد السياسي، حيث ستكون الكلمات مقتضبة، ولكن نتوقع أن يكون هناك كلمات متناقضة من المجموعات الثلاثة وهو أمر طبيعي”.
وبرر ما ذهب إليه بالقول “ندرك أن النظام والمعارضة يعملون على تقديم وجهات نظرهم، لذلك أعتقد أننا أمام عمل جاد في المرحلة المقبلة وبعدها اجتماع المجموعة المصغرة، وهنا يكمن العمل المركز – إن صح التعبير – وهو العمل التكنوقراطي الأكاديمي في كتابة الدستور”.
وحول معايير الكلمات التي ستلقى في الجلسات، أفاد عضو اللجنة الدستورية “الخطوط العريضة المتفق عليها ضمن المبادئ الـ12 الحية (أقرت سابقا) والقرار 2254، والاتفاق الذي أنشأت على أساسه اللجنة الدستورية، يفترض من الجميع أن يتحدث بها”.
ولم يستبعد بركات في الوقت نفسه الخروج عن تلك المبادئ، بالقول: لا أعتقد أن هناك شيئًا ملزمًا للكلمات وإلا تشابهت، وهناك خصوصية لدى البعض يعبرون عنها في إلقائها.
ورجح أن تكون الكلمات مقتضبة ما بين 2-5 دقائق على عكس طلب النظام 20 دقيقة لكل متحدث، وهو ما يعني أن تمر أيام ونحن نسمع لخطابات مطولة، فكان من الجيد تقليص المدة.
وشدد على أن “العملية الدستورية خطوة تسبق خطوات أخرى، هي ليست مفتاح الحل، ولكن بداية لدخول الحل السياسي، ونؤمن أن الحل بالنهاية هو سياسي، وخطوة مهمة لبناء دستور، وستلحقها خطوات أخرى، وفق القرار الأممي، تتعداها إلى الانتخابات، الطريق طويل والسوريون لم يطالبوا فقط بالدستور، هناك مطالب بالتغير السياسي والانتخابات”.
بركات، تحدث عن تمثيل التركمان (وهو منهم) في اللجنة الدستورية بالقول “نحن لا نعتبر أنفسنا نمثل التركمان فقط، بالحالة العامة نمثل الحالة السورية الوطنية، وهذا ما ننطلق منه من أساس عملنا الثوري”.
وأكد “لدينا جهد كبير علينا بذله بغض النظر عن العدد في اللجنة الدستورية، ولدينا خصوصية في مطالبنا وطروحاتنا، وكل رؤيتنا كانت في الإطار الوطني، مع الحفاظ على خصوصية المكون التركماني”.
وعن أبرز ما يطالبونه قال “نهتم ببناء دولة ديمقراطية يسودها القانون والعدالة والمواطنة، الجميع يتفق عليها، كما نهتم ونطالب بأن تكون دولة مستقرة ومستقلة بحدودها الجغرافية، ونرفض الحالة الانفصالية، ولدينا خصوصيات تتعلق بالحالة الثقافية واللغوية وممارسة العادات والتقاليد والحرية في الانتماء الحزبي”.
وختم بقوله “هي أمور كنا نفتقدها سابقًا، لذلك أعتقد أن المكون التركماني أصيل في الحالة الوطنية، وينظر لسوريا أنها الوطن، لذلك لا نخرج عن الإطار الوطني، ونحن متفقون مع كل قوى المعارضة، ولم نجد في الحالة التركمانية حالة شاذة”.
وعبد المجيد بركات هو عضو بالهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، ومقره إسطنبول.
وأطلق المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، الأربعاء، أعمال اللجنة الدستورية السورية في مدينة جنيف، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي عقدت في المقر الأممي.
وينتظر أن يواصل المبعوث الأممي، جلسات للهيئة الموسعة للجنة الدستورية لتستمر حتى السبت، قبيل أن تواصل هيئة مصغرة مكونة من 45 عضوا أعمالها الأسبوع المقبل.