'كبادوكيا' التركية.. العالم يلتقي في عاصمة المناطيد

'كبادوكيا' التركية.. العالم يلتقي في عاصمة المناطيد

تعتبر منطقة كبادوكيا بول

Balıkçıların yeni kabusu insan yüzlü sapan balığı: Siyanürden bin 200 kat daha zehirli
A new Liverpool in the making
PKK/YPG car bomb attack injures at least 9 in Syria's Jarablus

تعتبر منطقة كبادوكيا بولاية نوشهر، وسط تركيا، من المراكز السياحية الهامة في البلاد بل والعالم، لما تتمتع به من مزارات سياحية ذات شهرة عالمية واسعة.

في كبادوكيا : “مداخن الجن”، ووديان مغلقة بتكوينات صخرية طبيعية، ومدن تحت الأرض، فضلا عن أديرة تاريخية، وجولات بمناطيد الهواء. لذلك باتت مركز جذب السياح من كل حدب وصوب من أطراف المعمورة.

وتشكّلت مدينة كابادوكيا الصخرية منذ آلاف السنين من الحمم البركانية والرماد، على جبال أرجييس، وحسن داغ، وغولّوداغ على امتداد واسع بين عدة ولايات؛ لذلك تعد المدينة عنواناً لعراقة منطقة الأناضول وقدمها عبر التاريخ الإنساني.

ومن ضمن المعالم المثيرة للدهشة بالمنطقة «مداخن الجن» أو «مداخن العفاريت» التي تقع في وادي “دَفرنت” في كبادوكيا، فالسياح يأتون من كل حدب وصوب سواء من داخل تركيا أو خارجها؛ لمشاهدة هذه الأعجوبة التي نسجت حولها الأساطير، والتقاط الصور التذكارية عندها.

ويقع وادي دفرنت قرب بلدة أفانوس بالمنطقة، ويضم الوادي الكثير من «مداخن الجن» التي تشكلت بفعل عوامل النحت والتعرية الطبيعية والتي تتخذ أشكالاً مثيرة مثل الجمال والتماسيح والكلاب أو القبعات والأميرات وغيرها، ويطلق على هذه الأشكال من الصخور أيضا «موائد الشيطان».

و«مداخن الجن» هي مداخن جبلية طبيعية تمنح الشفاء والجمال لزائريها وتستقبل كل عام 2.5 مليون سائح، ويعتقد أنّ تسميتها بهذا الاسم ترجع إلى معتقدات شعبية قديمة تقول إن الجن يعيشون في كهوف هذه المنطقة وصخورها المخروطية المعروفة بالمداخن.

كما أن هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي تكونت بنفس الطريقة، أي بفعل عوامل النحت والتعرية الطبيعية المختلفة، ولها بالغ الأثر في رسم الانبهار على أوجه الزوار.

وهذه المنطقة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة للتراث العالمي “يونسكو”، تشهد في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد زوارها.

ويستمتع الزوار القادمون للمدينة بمشاهدة مناظر طبيعية خلابة تأسر قلوبهم وألبابهم، في المراكز السياحية المختلفة بالمنطقة، وهم يتجولون رفقة مرشدين سياحيين، ولا يفوتون فرصة امتطاء الخيول، والقيام بجولات بالمناطيد لاكتشاف جمال الطبيعة الخلابة من أعلى، كما تسنح لهم فرصة الإقامة في فنادق الكهوف التي تشكلت داخل صخور التوفا التي تشتهر بها المنطقة.

– وكأنني أعيش في عالم الأحلام

وفي حديث للأناضول، قال سائح أمريكي يدعى جيمس بالش، أثناء تجوله بين “مداخن الجن”، إنه جاء لزيارة المنطقة رفقة عدد من أصدقائه؛ لمشاهدة المنطقة التي قال إنها تعتبر واحدة من الأماكن التي يتعين زيارتها في تركيا لما تتمتع به من مميزات تاريخية وثقافية وطبيعية قلما توجد في أي مكان آخر.

وتابع بالش قائلا “هذا المكان مشهور جدًا، لذلك قلنا علينا الذهاب إلى كبادوكيا التي تتميز بمناظر طبيعية خلابة تذهب بالمنطقة بعيدًا عن الواقع وتجعلها وكأنها عالم من الخيال والأحلام، لذلك أشعر وكأني أعيش في كوكب آخر. فالوديان، والتكونات الصخرية بالغة الروعة. وعلى أي شخص بالعالم يجب أن يزور هذا المكان”.

سائحة هندية أخرى تدعى، أديتيا أريا، قالت للأناضول إنها تمكنت من القيام بجولة بالمنطاد، ومشاهدة أجواء المنطقة من أعلى، مشيرة إلى أنها سبق وأن تجولت بمناطق سياحية في أنحاء متفرقة من العالم، لكنها لم تصادف مكانًا بنفس روعة كبادوكيا.

وأضافت قائلة “لقد أحببت كبادوكيا كثيرًا، فالمناظر رائعة مذهلة، والعبق التاريخي للمنطقة مثير للإعجاب. ولقد تمكنت من زيارة متحفها المكشوف، وتفحصت ما به من كنائس وأديرة تاريخية محفورة داخل الصخور، فأخذتني في جولة إلى الأزمان الغابرة. خلاصة القول المكان هنا غاية في الروعة والجمال، وفي أقرب فرصة سأصطحب زوجي وأعود ثانية لزيارة المدينة”.

– على جميع من على وجه الأرض القدوم لكبادوكيا

سائح آخر من إندونيسيا يدعى إيدفي بانزاني، اعتبر في حديث للأناضول، أن منطقة كبادوكيا جنة رائعة للعطلات.

وتابع قائلا “يمكن للجميع أن يقولوا عن هذا المكان جميلًا، لكني أريد أن أقدم تعريفًا غريبًا. فالتكوينات الصخرية به، وهيكله الثقافي رائعان. فعند المساء وأنتم تجلسون قبالة مناظر مثالية، إذا بصوت الأذان يخترق الصمت ليضفي على الجمال جمالًا، وهذا أمر مثير للإعجاب للغاية. لذلك يجب على جميع من على وجه الأرض أن يأتوا إلى كابادوكيا.”

سائح رابع من الولايات المتحدة، يدعى مايك برنان، ذكر أنه قبل القدوم لزيارة كبادوكيا شاهد صورها فقرر القدوم إليها في أول فرصة تسنح له، وبالفعل قدم للمدينة وشاهد ما بها من مناظر خلابة، على حد تعبيره في حديث للأناضول وهو يتنقل بين أرجاء المنطقة للتعرف عليها. وأكد أنه عند عودته لبلاده سيوصي أصدقائه وأقاربه بضرورة زيارة المنطقة.

جولات المناطيد تشهد إقبالًا كبيرًا من السياح

وفي حديث للأناضول، قال مراد دينتش، وهو مرشد سياحي تركي، إن الأعوام الأخيرة بدأت تشهد تنوعًا كبيرًا في البلدان التي يأتي منها السياح القادمين لزيارة كبادوكيا؛ لتشمل معظم بقاع العالم، بحسب قوله.

ولفت إلى أن السياح جميعًا بعد أن يقضي معهم جولاتهم، يعبرون له عن مدى إعجابهم بالمناظر الطبيعية التي تتمتع بها المنطقة، مضيفًا “لا شك أن كل دول العالم بها مقاصدها السياحية الخاصة بها، لكن كبادوكيا تمتلك الكثير من المميزات الجغرافية والتاريخية التي تجعلها تختلف عن أي مكان آخر بالعالم. فخلال رحلة لمدة 10 أيام بالمنطقة يمكنكم القيام بالكثير من الأنشطة لمشاهدة روائع الطبيعة هنا، فهناك ركوب المناطيد، والخيول، والدراجات البخارية، والتنزه في الوديان، وزيارة المدن الموجودة تحت سطح الأرض. فهناك الكثير من الأنشطة التي تتم ليلًا ونهارًا”.

وعن سبب تفضيل السياح لكبادوكيا قال المرشد السياحي “لأنه لا يوجد لها مثيل في العالم. والسياح يفضلون هنا ركوب المناطيد لمشاهدة روائع المكان من أعلى. ولا شك أن المناطيد موجودة بكل مكان في العالم، لكن لا يمكن لأي مكان آخر أن تكون فيه مثل هذه المناظر التي يشاهدها السياح هنا من أعلى”