مقتل البغدادي.. تَفاخُر أمريكي وترحيب تركي وتحذير أوروبي

مقتل البغدادي.. تَفاخُر أمريكي وترحيب تركي وتحذير أوروبي

في غارة مفاجئة، ليلة الس

Beşiktaş kötü gidişe 'dur' dedi
Arms sales worldwide nearly doubled since 2002
مساجد إسطنبول العتيقة.. قمة اهتمام السياح الأجانب

في غارة مفاجئة، ليلة السبت الأحد، قتلت قوة أمريكية خاصة زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، العراقي أبو بكر البغدادي، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في عملية شاركت فيها مقاتلات حربية وطائرات مسيرة، حسب واشنطن.
وبلهجة سادها الفخر، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال كلمة له بالبيت الأبيض الأحد: “السفاح، الذي حاول كثيرًا ترويع الآخرين، قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق من القوات الأمريكية التي كانت تنتفض عليه”.
وأضاف: “البغدادي قُتل بعد تفجير سترته الناسفة.. كان معه ثلاثة من أولاده، وجسده كان مشوهًا جراء الانفجار.. كما انهار عليه نفق.. لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف عليه بشكل أكيد”.
ومنذ تأسيس التحالف الدولي لمحاربة “داعش” عام 2014، نُشرت أنباء غير مؤكدة، على فترات متباعدة، عن مقتل البغدادي.
وتقود الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا يحارب مسلحي “داعش” في العراق وسوريا، منذ أن سيطر التنظيم على مناطق واسعة في الجارتين، صيف 2014.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي “لقي المصير الذي يستحقه منذ فترة طويلة”.
وأضاف في بيان معلقا على مقتل البغدادي: “يوم عظيم للولايات المتحدة، والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين عانوا طويلاً من قسوة الإرهاب”.
** معلومات عراقية
التفاخر بعملية قتل البغدادي كان ملحوظا في الجانب العراقي أيضا.
إذ اعتبر رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، أن مقتل البغدادي يمثل “انتصارًا للاستخبارات العراقية”.
وقال عبد المهدي، في بيان: بعد أن يمكنت القوات المسلحة من هزيمة داعش عسكريا واستئصال وجوده من مناطق العراق، يستكمل اليوم جهاز المخابرات الوطني العراقي هذا الإنجاز بنصر استخباري نوعي.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، في بيان، أنه “بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص على مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي، وفقا لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر (المكان) الذي يختبئ فيه رأس داعش الارهابي أبو بكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب”.
** ترحيب تركي
تركيا من جانبها رحبت بالخطوة، ودعت إلى البناء عليها وتوحيد القوى من أجل إلحاق الهزيمة بكافة المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقتنا.
إذ غرد الرئيس رجب طيب أردوغان، عبر “تويتر”، قائلا إن “تركيا، التي دفعت الثمن الأكبر في مكافحة داعش وبي كا كا/ي ب ك وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ترحب بقتل البغدادي”.
وأضاف أن مقتله “نقطة تحول في المعركة المشتركة ضد الإرهاب”، وأن “كفاحًا حازمًا ضد الإرهاب في إطار روح التحالف سيجلب السلام للبشرية جمعاء”.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أنه جرى تبادل معلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية التركية والأمريكية قبل قتل البغدادي.
وأضافت أنه “تم التصرف قبل وخلال العملية الأمريكية بما يتوافق مع روح التحالف والتعاون الاستراتيجي، في إطار مكافحة المنظمات الإرهابية، وخاصة (داعش) و(بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك)”.
فيما كتب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، على “تويتر”: “حان وقت القضاء على باقي زعماء التنظيمات الإرهابية”.
وقال ألطون لـ”رويترز”: “نحن في الجمهورية التركية سعداء بالدعم الذي قدمناه لجهود الولايات المتحدة، حليفتنا في (حلف) الناتو، لتسليم إرهابي يده ملطخة بالدماء للعدالة”.
وأضاف: “عملنا كثيرًا مع أصدقائنا وحلفائنا لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، بصفتنا عضًوا في التحالف الدولي ضد داعش”.
وتابع: “استشهد آباؤنا وأمهاتنا وأبناؤنا خلال كفاحنا ضد الإرهاب، وإضافة إلى المدنيين من ضحايا البغدادي، نستذكر اليوم جنودنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم لحماية العالم من إرهاب داعش”.
وشدد ألطون على أنه “حان وقت لتوحيد قوانا، وإلحاق الهزيمة بكافة المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقتنا”.
** تحذير أوروبي إيراني
ووسط التفاخر والترحيب بالقضاء على زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي”، صدرت تحذيرات أوروبية وإيرانية تنبه إلى أن المعركة مع هذا التنظيم لم تنته بمقتل “البغدادي”.
إذ كتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر “تويتر”، قائلا: “مقتل البغدادي ضربة قوية (…) لكنها مجرد مرحلة. الحرب مستمرة بالتعاون مع شركائنا في التحالف الدولي لهزيمة هذا التنظيم الإرهابي”.
وغردت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، بقولها: “البغدادي: تقاعد مبكر لإرهابي لكن ليس لتنظيمه”.
وتابعت: “نواصل الحرب ضد داعش مع شركائنا، وسنتعامل مع الظروف الإقليمية الجديدة”.
كما غرد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، قائلا إن “مقتل البغدادي لحظة مهمة في قتالنا ضد الإرهاب، لكن المعركة ضد داعش لم تنته بعد”.
وأضاف: “سنعمل مع شركائنا في التحالف لوضع نهاية إلى الأبد لأنشطة القتل والوحشية من جانب داعش”.
على النحو ذاته، اعتبر وزير الإعلام الإيراني، محمد جواد أذري جهرمي، أن مقتل زعيم “داعش” لا يعني نهاية التنظيم ولا أيديولوجيته.
وقال جهرمي عبر “تويتر”: “مقتل البغدادي ليس بالأمر المهم. أنتم فقط قتلتم صنيعتكم”.
ورغم انحصار نفوذ “داعش” واسترداد معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها، إلا أنه لا يزال للتنظيم وجود في العراق وسوريا، ويشن هجمات من آن إلى آخر، كما ينفذ موالون له هجمات في دول غربية.
** تشكيك روسي
في روسيا كان التشكيك في العملية سيد الموقف.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، إن الوزارة “ليس لديها معلومات موثوقة عن العملية”، حسب وكالة الإعلام الروسية.
فيما قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) كونستانتين كوساتشيوف: “النظرة الأخيرة أُلقيت على البغدادي في السابق خمس مرات على الأقل”.
وشدد كوساتشيوف، في تصريح لوكالة “إنترفاكس”، على أن “مكافحة الإرهاب مهمة أصعب بكثير من تصفية قادته جسديًا”.
** صمت عربي
عربيا، كان الصمت مطبق بشأن عملية قتل البغدادي باستثناء تصريحات من العراق والبحرين.
إذ كتب وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، عبر “تويتر”، قائلا إن “مقتل المجرم أبو بكر البغدادي يشكل ضربة قاصمة لتنظيم داعش الإرهابي. نحيي الأشقاء والحلفاء على جهدهم ونجاحهم في العثور عليه والتخلص منه”.