حرص تركي على سلامة المدنيين خلال العمليات مقابل دمار أمريكي روسي

حرص تركي على سلامة المدنيين خلال العمليات مقابل دمار أمريكي روسي

تؤكد تركيا مراراً إظهاره

آلاف المستوطنين اليهود يقتحمون الحرم الإبراهيمي في الخليل
الأمن العراقي يفرض حظرا للتجول في 6 محافظات جنوبية
Marmara'da korkutan deprem

تؤكد تركيا مراراً إظهارها حرصاً بالغاً على سلامة المدنيين خلال عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، فيما يرافق الدمار المادي والبشري، العمليات الروسية والأمريكية في المنطقة.

وتحرص تركيا خلال عملياتها ضد العناصر الإرهابية في سوريا، على استهداف مقرات، وملاجئ، ومواقع الإرهابيين والأسلحة والمعدات والعربات التابعة لهم، فيما تتجنب إلحاق الضرر بالبنى التحتية، والأذى بالمدنيين.

وزارة الدفاع التركية، في بيانها حول إطلاق عملية “نبع السلام” يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أكدت حرصها وحساسيتها لتجنيب المدنيين، والمعالم التاريخية، والثقافية، والدينية، ومنشآت البنى التحتية، ومصالح البلدان الحليفة، الضرر والأذى.

الحساسية التركية هذه، انعكست على كاميرات وكالة الأناضول التي تجولت في مركز مدينة تل أبيض، عقب تحريرها من قبل القوات المشاركة في عملية “نبع السلام”
وتظهر المشاهد القادمة من تل أبيض التي خضعت طوال السنوات الـ 4 ونصف الماضية، لسيطرة إرهابيي “ي ب ك/بي كا كا”، استمرار الحياة اليومية للمدنيين هناك، وسط أجواء من الهدوء والأمن.

وكانت القوات المسلحة التركية أظهرت الحساسية نفسها تجاه المدنيين، خلال عملية “غصن الزيتون” التي نفذتها في منطقة عفرين بريف حلب شمال غربي سوريا.

ولوحظ عند الدخول إلى مركز المدينة عقب انتهاء العملية في مارس/آذار 2018، أن الأضرار لحقت فقط بالأماكن التي كان يستخدمها العناصر الإرهابية ضد القوات المشاركة في العملية.

في المقابل، لم يتم العثور على آثار دمار أو طلقات رصاص في المباني الأخرى، وبالأخص في المشافي والجوامع.

وما يؤكد حقائق حرص تركيا على سلامة المدنيين والمنشآت غير العسكرية، تصريحات مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، في هذا الخصوص.

وفي تصريح أدلاه بتاريخ 6 فبراير/شباط 2018، قال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن إيصال المساعدات الإنسانية استمرت رغم عملية غصن الزيتون، ولم تتوقف.

وعلى عكس ما هو عليه الحال لدى الجيش التركي، خلفت عمليات القوات الأمريكية في كل من سوريا والعراق، الدمار.

وفي العراق، شن الجيش الأمريكي هجمات جوية على مدينة الموصل التي كانت بمثابة “قلعة تنظيم داعش”، طيلة 9 أشهر، ليتم الإعلان في أكتوبر/تشرين الأول 2016، تطهير المدينة من عناصر “داعش”.

تزامن تطهير المدينة من “داعش” تحولها إلى أنقاض بقي تحتها العديد من المدنيين.

وبحسب بيان المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق (مؤسسة رسمية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان)، الصادر في مارس/آذار 2019، فقد بلغت أعداد الجثامين المنتشلة من تحت الأنقاض في الموصل، منذ استعادة المدينة من تنظيم “داعش” الإرهابي، 4 آلاف و720 جثة.

وأوضح البيان أن ألفين و666 جثة بين هؤلاء، معلومة الهوية والبقية مجهولة الهوية.

ولم يكن الحال مختلفاً في مدينة الرقة شمالي سوريا، والتي أعلنت الولايات المتحدة إخراج تنظيم “داعش” منها في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عبر حليفها “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي.

وما تزال المدينة تحتضن دمارها الذي بلغ 90 بالمئة في الكثير من أحيائها، حيث لم يقم التنظيم الإرهابي وقوات التحالف بفعل أي شيء للبدء بإعمارها، ومنع ظاهرة عمل الأطفال وخاصة في مكبات النفايات.

ولم يعد إلى المدينة حتى اليوم، بعد خروج تنظيم “داعش” الإرهابي منها، سوى نحو 20 ألفا من سكانها فقط، وهو ما يشكل أقل من ثلث سكانها الأصليين.

ورصدت عدسة “الأناضول” في فترات متفاوتة، عشرات الأطفال وهم يقضون يومهم في مكب النفايات مع عدد من النسوة بحثا عن أشياء يبيعونها لسد رمقهم.

وفي تقريرها بتاريخ 28 مارس/آذار 2019، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل قرابة ألفين و323 مدنيا، بينهم 543 طفلا و346 امرأة، خلال العمليات الأمريكية في مدينة الرقة.

العمليات العسكرية الروسية في سوريا، لم تكن أحسن حالاً من نظيراتها الأمريكية.

وخلال هجماتها على الجزء الشرقي من مدينة حلب المحاصرة أصلاً، في الفترة بين سبتمبر/أيلول – كانون الأول 2016، أدت العمليات الروسية المشتركة مع حليفها النظام السوري، إلى زاول هذا الجزء من المدينة من الخريطة بفعل الدمار الذي لحق بها.

وشهدت العمليات الروسية استهداف المدنيين والأحياء السكنية، بشكل مباشر عبر المقاتلات.
وبحسب بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فقد 442 مدنياً، أرواحهم خلال فترة الحصار التي امتدت لـ 3 أشهر، بينهم 121 طفل، و71 امرأة، فيما اضطر 45 ألف مدني للنزوح إلى مناطق المعارضة في الشمال.