أنطاكية التركية.. أزقة ضيقة ومنازل تاريخية شامخة تقاوم الزمن

أنطاكية التركية.. أزقة ضيقة ومنازل تاريخية شامخة تقاوم الزمن

يرتبط اسم مدينة أنطاكية ا

African dance group of orphans arrives in Turkey
Turkey strengthens academia-industry cooperation
ABD Başkanı Donald Trump: Kuzey Kore lideri düşmanca davranırsa kaybedecek şeyi çok

يرتبط اسم مدينة أنطاكية التركية (جنوب)، بأصالة التاريخ والثراء الحضاري، وتقف الأزقة والمنازل التاريخية في المدينة القديمة، شامخة تقاوم الزمن.

تتمتع مدينة أنطاكية، التي تأسست على يد سلوقس نيكاتور، أحد قادة الإسكندر الأكبر، حوالي 300 قبل الميلاد، بموقع جغرافي متميز بين هضبة الأناضول وبلاد الشام.

وتمتلك أنطاكية، التي كانت موطنًا للعديد من الحضارات لقرون طويلة، تاريخًا عريقًا وتنوعًا ديمغرافيا وثراءً ثقافيًا ودينيًا، لاسيما وأنها شغلت موقعًا متميزًا في عملية التبادل الثقافي بين الشرق والغرب عبر التاريخ.

تعرف المدينة باسم “مدينة الحضارات”، وتقف أزقتها ومنازلها القديمة المصنوعة من الحجر والخشب، والتي يعود تاريخها بنائها إلى ما بين 200 و250 عامًا، شامخة تقاوم الزمن.

تعكس منازل أنطاكية جميع خصائص المدينة، حيث يجذب الحجر الجيري الأبيض والطوب والهياكل الخشبية التي تدخل في صناعتها، انتباه الزوار.

وتتكون منازل المدينة القديمة من فناء يحيط به جدار حجري عالٍ وغرف تتوزع على طابقين، لتعكس طريقة معيشة سكان هذه المدينة الغارقة في التاريخ وتقاليدهم وعاداتهم الخاصة والأصيلة.

وبصرف النظر عن التفاصيل الصغيرة التي يضيفها الملّاك وفقا لحالتهم المالية، فإن جميع المنازل لديها نفس التصميم والرونق المتميز.

تتشابك أزقة المدينة القديمة وتتقاطع مع بعضها البعض مشكلة متاهة حقيقية، وتتميز هذه الأزقة بأنها ضيقة عمومًا تقطعها قنوات مياه في الوسط.

وفي وسط المدينة، يستطيع الزوار زيارة المباني التاريخية لولاية هطاي وبلدية أنطاكية وبعض المنظمات غير الحكومية، التي جرى ترميمها عام 2011.

خلال السنوات الماضية، جرى ترميم وتحويل مجموعة من المنازل إلى فنادق ومقاهي ومطاعم، كما تضم المدينة ما مجموعه 540 منزلًا قديمًا ينتظر الترميم، كلها تعتبر من بين الوجهات المهمة للسياح.

وقال مدير الثقافة والسياحة في ولاية هطاي التركية، حسني ايشيق كور، إن مدينة أنطاكية القديمة، تضم منازل عمرها مابين 200-250 عام.

وأضاف إيشيق كور للأناضول، أن جميع تلك المنازل تقريبًا تحتوي على فناء تقليدي يحافظ على خصوصية الأسر ويحفظ أسرارها وفقًا للعادات والتقاليد في مدينة أنطالية.

وتابع القول: بالطبع، في الوقت الذي جرى تأهيل بعض هذه المنازل لتقدم خدمات سياحية للزوار، فإنها في الوقت نفسه تعكس أيضًا ثقافة السكان المحليين بأجمل طريقة.

وأشار إيشيق كور، أن ملاك العديد من المنازل القديمة في أنطاكية تقدموا بطلبات إلى مديرية الثقافة والسياحة من أجل ترميم منازلهم، وأن هذه الطلبات تدفع إلى التفاؤل حول مستقبل هذه المنازل وقدرتها على دفع عجلة السياحة قدمًا نحو الأمام.

ولفت إيشيق كور أن العديد من المنازل جرى ترميمها وتحويلها إلى فنادق ومقاهي ومطاعم ومساكن، وقال إن عبق التاريخ الذي تزخر به المدينة ومنازلها وأزقتها الضيقة تجذب المزيد من السياح والكثير من الزوار سنويًا.

وشدد إيشيق كور على أهمية الحفاظ على المنازل والشوارع القديمة في المدينة، مشيرًا أن وزارة الثقافة والسياحة تدعم باستمرار أعمال الترميم من أجل ضمان إيصال هذه القيم الفنية والتاريخية للأجيال القادمة.

وأضاف أن مديرية الثقافة والسياحة في أنطاكية تقوم بدراسة جميع الطلبات المقدمة من قبل المواطنين والخاصة بترميم المنازل القديمة، وأنها تدعم جميع المشاريع الهادفة إلى المحافظة على الإرث التاريخي والتراثي لأنطاكية.

واختتم حديثه بالقول إن السياح القادمين إلى المدينة أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالبيوت والشوارع القديمة ويستمتعون في التجول في هذه الأزقة الضيقة التي تعكس عبق التاريخ وأصالة الماضي.