فقدت الشابة الفلسطينية
فقدت الشابة الفلسطينية مي أبو رويضة (23 عاماً) عينها اليمنى، جراء إصابتها بطلقة مطاطية، أطلقها عليها الجنود الإسرائيليين، الجمعة، خلال مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار الأسبوعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وتقول الشابة التي تسكن مخيم المغازي وسط القطاع في حديثٍ، السبت:” كنت أقف مثل باقي المتظاهرين على حدود مخيم البريج الشرقية، دون ممارسة أيّ نشاط ضد الجيش (الإسرائيلي)، وفجأة سقطت أرضاً وبدأت الدماء تخرج من عيني”.
وتوضح أبو رويضة أنّ المتظاهرين تجمعوا على مشهد إصابتها وحملوها للمستشفى الميداني، وبعدها نقلت بسيارة الإسعاف، لمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وبعدها لمجمع الشفاء الطبي في قلب مدينة غزة، ثم لمستشفى النصر للعيون، وهناك تم استئصال عينها.
وتؤكّد أنّ الجندي الإسرائيلي، الذي أطلق عليها النار، تعمد إصابتها بشكلٍ مباشر، حيث أنّه أطلق باتجاهها قنابل الغاز المسيل للدموع، قبل العيار المطاطي.
وقالت أبو رويضة إنّها أصيبت قبل ذلك أربع مرات خلال مشاركتها في مسيرات العودة وكانت إحداها بالرصاص الحي.
وأضافت:” إسرائيل تتطلع من خلال استهدافنا للسيطرة على الأرض بشكلٍ أوسع، وتشديد الحصار المفروض علينا في قطاع غزة بلا وجه حق منذ ١٣ عام”.
وأردفت:” هذا لن يحصل لأنّ الشعب الفلسطيني بطبعه لا يصمت عن حقه”.
**جريمة إسرائيلية
في ذات السياق، يذكر والد الشابة سليمان أبو رويضة (53 عاماً) أنّ ابنته اعتادت على المشاركة في المسيرات “بشكلٍ سلمي خالص، وكانت تحرص في كل مرة على أن تبقى بعيدةً عن المواجهة المباشرة مع الجنود الإسرائيليين”.
ويضيف (باكيا) في حديث:” حين خرجت ميْ في اليوم الذي أصيبت فيه، طلبت مني الدعاء لها، وأخبرتني أنّ ستعود سالمةً من جديد، لكنّ الأمر كان عكس ذلك،وعادت لي ولأسرتها المكونة من عشرة أفراد بعينٍ واحدة”.
وقال إن ابنته تخرجت من جامعة الأزهر بغزة، قبل شهر واحد، منهيةً سنوات دراستها لتخصص السكرتاريا الطبية.
ويوضح أنّها لم تكن تحلم وقت تخرجها إلا “بوظيفةٍ وحياةٍ آمنة، لكنّ إسرائيل استكترث عليها ذلك الطموح والحلم”.
وأضاف إن ابنته تشارك في مسيرات العودة، لأنها “تعشق بلادها ولطالما تحدثت عن شوقها لأرضها التي تم تهجير أجدادها منها.
**استئصال العين
وتلقى الأب خبر إصابة ابنته بصعوبةٍ بالغة، لاسيما وأنّ أحد الجيران أخبره بينما هو في طريقه للمستشفى أنّه شاهد فيديو لمي وإصابتها كانت تظهر في منطقة الوجه.
وينوه إلى أنّه وصل لمستشفى شهداء الأقصى الواقعة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة على عجلةٍ، وهناك أخبره الأطباء مباشرة أنّ إصابة ابنته خطرة.
ويتابع:” كان الأمر صعباً جداً، وقرر الطاقم الطبي نقلها لمستشفى الشفاء لإجراء الفحوصات، وهناك صعقني أحد الأطباء بخبر وجوب الاستئصال الفوري للعين”.
ويبيّن أنّه على إثر ذلك حُولت مي لمستشفى العيون، وجرت عملية الاستئصال التي استمرت لساعتين.
ويزيد أبو رويضة بقوله:” لا أعلم لماذا كلّ هذه العنجهية الإسرائيلية في التعامل مع متظاهرين أبرياء وعزل، العالم كله يجب أن يعلم ما يجري هنا على أرض غزة من جرائم”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الجمعة في بيانٍ أنّ طواقمها تعاملت مع 37 إصابة بجراح مختلفة، منها 4 بالرصاص الحي و10 بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في فعاليات الجمعة الـ 38 لمسيرة العودة شرق قطاع غزة.
ومنذ مارس/ آذار 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.