من القارة الأفريقية .. جائزة الشيخ تميم لمكافحة الفساد تُعانق مستحقيها

من القارة الأفريقية .. جائزة الشيخ تميم لمكافحة الفساد تُعانق مستحقيها

تستضيف العاصمة الرواندي&

“تيكا” التركية تفتتح ملعب كرة قدم للأطفال في جورجيا
Süleyman Seyfi Öğün: Önyargılar
100 days on, fired İBB workers continue demanding justice

تستضيف العاصمة الرواندية كيغالي، الإثنين، النسخة الرابعة من “جائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد”، وهي مبادرة قطرية تحظى بتقدير ودعم دوليين، وأصبحت حدثًا عالميًا سنويًا.

الجائزة أسسها “مركز حكم القانون ومكافحة الفساد”، الذي يرأس مجلس أمنائه النائب العام القطري، المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، علي بن فطيس المري، بالتعاون مع مكتب المنظمة الدولية المعني بمكافحة المخدرات والجريمة.

وأعلن المري عن تأسيس الجائزة خلال “المؤتمر السنوي الثامن للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد”، بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، في نوفمبر/ تشرين ثانٍ 2015.

سنويًا، تختار إدارة الجائزة مدينة مختلفة لتستضيف مراسم تكريم أفراد ومؤسسات، وبدأت بالعاصمة النمساوية فيينا، عام 2016، وفي العام التالي مدينة جنيف السويسرية، أمام مقر الأمم المتحدة، وصولًا إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، في 2018.

فيما تقام النسخة الرابعة في كيغالي، وهي أول مدينة إفريقية تستضيف مراسم التكريم الخاصة بـ”جائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد”.

** مكافحة مبكرة للفساد

قال النائب العام القطري للأناضول إن “قطر بدأت رحلتها في مكافحة الفساد عمليًا منذ وقت مبكر، حيث بدأت بسن قوانين خاصة للنيابة العامة واستقلالها، وبناء منظومة كاملة فيما يتعلق بالسلطة القضائية.”

وأضاف المري: “هذه المنظومة التي بنيناها ساعدت في محاربة الفساد، وقطر عملت أول نائب عام في العالم العربي مستقل استقلالًا تامًا عن كل السلطات، ويتبع فقط رأس الهرم.”

وتابع: “هذا أعطى بعدًا كبيرًا لسلطة النائب العام، فأصبحت السيطرة على قضايا الفساد ولصوص المال العام أسهل بكثير مما كان، وهنا بدأت الشرارة في مكافحة الفساد.”

** عرقلة للتنمية

حول أهمية الجائزة، قال المري إن “الدول لا يمكنها أن تحقق تنمية مستدامة من دون مكافحة الفساد.”

وأردف: “لو نظرنا إلى الدول التي لا يوجد فيها مكافحة فساد، مهما كانت قوة اقتصادها، نجدها منهارة.”

واستطرد: “هناك دول مثل رواندا أفقر من تلك الدول آلاف المرات، لكن (رواندا) بها نهضة وفيها خير؛ لوجود مكافحة للفساد ووضع قوانين صارمة تحمي رؤوس الأموال والمستثمر الأجنبي من المتنفذين في البلد.”

وأوضح أن “أكثر شيء يقلق المستمثر الأجني في أي بلد هو وجود متنفذين وقريبين من السلطة، ويأتي المتنفذ ليأكل حقك، وهذا هو أصل الفساد.”

وقال المري إن “فكرة الجائزة جاءت من هنا، وهو أن كل من يحارب الفساد يجب أن يُكافىء، وتشاورنا مع الأمم المتحدة، ورحبوا بالفكرة.”

ورأى أن هذه “الجائزة عامل مساعد للعالم العربي والعالم الثالث في كبح جماح الفساد، ومحاولة النهوض بالتنمية، وهذا هو المحرك الأساسي لنا”.

** رواندا نموذجًا

عن اختيار كيغالي لاستضافة الجائزة في نسختها الرابعة، قال المري إن “اختيار رواندا (يعود) على وجه الخصوص إلى جهود الرئيس بول كاغامي في العقدين السابقين، حيث نهض ببلده اقتصاديًا ومجتمعيًا وسياسيًا.”

وتابع أن “هذه الجهود تؤكد حرص جمهورية رواندا رئيسًا وشعبًا على مكافحة الفساد للصعود بدولتهم العزيزة إلى أعلى المراتب على الصعيدين الإقليمي والدولي.”

واستطرد: “رواندا دولة خرجت من الرماد إلى النهضة، وتستحق (استضافة) هذه الجائزة بجدارة، ومكأفاة رواندا هي رسالة للآخرين بأنه يمكنكم أن تفعوا ما فعله الروانديون”.

وتقع جمهورية رواندا وسط قارة أفريقيا، ويتجاوز عدد سكانها 12 مليون نسمة، ويعتبرها خبراء “أيقونة التنمية الإفريقية الحديثة”، بعد أن عانت، عام 1994، من أكبر حرب إبادة قبلية شهدها العالم خلال القرن العشرين.

وأضاف المري: “قارن بينها (رواندا) وبين دول إفريقية وعربية عندها أضعاف ما عند رواندا، وشعوبنا في العالم العربي، للأسف الشديد، تتسول وتأكل من القمامة، والسبب هو الفساد وسوء الإدارة.”

** يوم عالمي

سنويًا، تُقدم جائزة الشيخ تميم في اليوم العالمي لمكافحة الفساد، الموافق 9 ديسمبر/ كانون أول، تكريمًا وتقديرًا لمن ساهموا في الحملة العالمية لمكافحة الفساد.

وبحانب فعالية الجائزة، يُزاح الستار عن منحوتة “نُصب مكافحة الفساد” في المكان الذي تعقد فيه الفعالية.

ويتجاوز ارتفاع المنحوتة 12 مترًا، وهي عمل تركيبي فولاذي على شكل يد مرفوعة ترمز إلى الجهود التي تبذلها المجتمعات الدولية لمكافحة الفساد.

وتحتوي على خطوط مترابطة تمثل عالمًا موحدًا يجمعه هدف مشترك هو مكافحة الفساد، فيما تشير التركيبة الشفافة للمنحوتة إلى أهمية الشفافية في مكافحة الفساد.

** مليون دولار

تنقسم الجائزة إلى أربعة أقسام، هي “الابتكار في مكافحة الفساد”، “البحث الأكاديمي في مكافحة الفساد”، “جائزة إبداع الشباب” و”جائزة إنجاز العمر في مكافحة الفساد”.

وتكرم الجائزة الأفراد والمؤسسات الذين تفانوا في مكافحة الفساد.

وتتشكل لجنة التحكيم في كل فئة من فئات الجائزة من أعضاء فاعلين وخبراء متخصصين في مكافحة الفساد.

وفي كل عام، يمنح أعضاء اللجنة المجلس الاستشاري للتقييم ثلاثة أشهر لتقييم جودة ونزاهة جميع الترشيحات، عبر وسائل البحث المختلفة، وبينها زيارات ميدانية ومقابلات ومؤتمرات عبر الإنترنت.

وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار مقسمة على الفئات الأربع، مع منحوتة ذات قيمة رمزية وفنية.

والغرض من “جائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد” هو إلقاء الضوء على الإجراءات المثالية والجديرة بالملاحظة والممارسات الجيدة على الصعيد العالمي في مكافحة الفساد.

وكذلك تقدير نماذج مكافحة الفساد من جميع أنحاء العالم، وتعزيزها وجمعها ونشرها.

كما تهدف الجائزة إلى زيادة الوعي والدعم والتضامن بهدف مكافحة الفساد، إضافة إلى تشجيع مبادرات مشابهة وجديدة واستثارتها نحو إقامة مجتمع خالٍ من الفساد.