الفراشات في كينيا.. مصدر رزق للنساء الكينيات

الفراشات في كينيا.. مصدر رزق للنساء الكينيات

وجدت نساء كينيا في تربية 

Zulme karşı duralım
Hundreds of children cheered up in N Syria via events organized by…
الأمن الألماني يوقف 3 أشخاص يشتبه في انتمائهم لداعش الإرهابي

وجدت نساء كينيا في تربية الفراشات وتصديرها إلى تركيا والمملكة المتحدة، وسيلة رزق تغنيهن عن قطع الأشجار في الغابات وبيعها، وتساهم أيضا في حماية تلك الغابات والثروة الطبيعة للبلاد.

جاء ذلك بفضل جهود كبيرة بذلتها الكينيات، بهدف الحصول على بيوض العديد من أنواع الفراشات المستوطنة في غابات “أربوکو سكوکي”، شرقي البلاد.

وتولي النساء شرقي كينيا، رعاية خاصة لبيوض الفراشات حتى تتحول إلى مراحل الشرنقة، بهدف تصديرها إلى العديد من البلدان بما فيها تركيا.

وتكللت هذه الجهود بالنجاح، من خلال الدعم الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بهدف حماية الأشجار في غابات “أربوکو سكوکي”.

وأطلق البرنامج الأممي أوائل التسعينيات، مشروعا حمل اسم “كيبيبيو” (Kipepeo)، لحماية أشجار “أربوکو سكوکي” التي تعرضت للقطع الجائر.

ـ موارد مالية إضافية

ويعد مشروع “كيبيبيو”، مثالا ناجحا لدعم التنمية المحلية، عبر تغيير أنماط الحصول على الموارد الاقتصادية، بهدف حماية الغابات والثروة الطبيعة.

ومن خلال تربية الفراشات وتصديرها، تمكنت الكينيات من المساهمة في الحفاظ على التنوع الحيوي بالغابات، إضافة إلى دعم أسرهن بموارد مالية إضافية، تصل 130 دولارا شهريا، لقاء بيعهن نحو 200 شرنقة.

وقالت رحمة حسّان، المشاركة في “كيبيبيو” ببلدة “كده” التابعة للمحافظة الساحلية شرقي كينيا، إن العمل في مجال تربية الفراشات غيّر حياتها بشكل جذري.

وأضافت، أن سكان المنطقة اعتادوا على توفير قوت يومهم من خلال قطع الأشجار وبيع الفحم.

وأشارت حسان أن استحصال الشرانق وتربية الفراشات، وفر لها ولأسرتها دخلا إضافيا أفضل من قطع الأشجار، كما أن هذا العمل ساهم في حماية الثروات الطبيعية لبلادها.

وتابعت أن هذا العمل وفر لها دخلا جيدا مكنها من توفير احتياجات أطفالها وتعليمهم، معتبرة أن “الفراشات هي كل شيء بالنسبة إلينا”.

ـ لا فراشات دون غابات

وقالت فطّومة خميسي، إحدى المشاركات في “كيبيبيو”، إن نساء المنطقة (شرقي كينيا) يعملن في الغابات على جمع الفراشات، لا سيما الأنواع المستوطنة.

وأضافت أيضا ، أن طريقة عملهن يمكن تلخيصها في رعاية الفراشات حتى تضع بيوضها، لتأتي بعد ذلك مرحلة تغذية اليرقات على أوراق الأشجار، لتتحول إلى شرانق.

وأشارت خميسي، أنه ما أن تتحول البيوض إلى شرانق، يقمن ببيعها قبل تحولها إلى فراشات، لافتة أن هذا العمل يساهم في حماية الغابات، لأنه لا فراشات دون غابات.

ـ 1.9 مليون دولار إيرادات سنوية

وقال مدير مشروع “كيبيبيو” شارو نغومباو، إن تركيا والمملكة المتحدة تعتبران الدولتين الأكثر استيرادا لشرانق الفراشات التي يجري استحصالها في كينيا.

وأضاف نغومباو، أن نوعي “بابيلون” و”شراكسيس” يندرجان ضمن قائمة شرانق الفراشات الأكثر طلبا في تركيا والمملكة المتحدة.

وتابع: نحن حاليا نرسل شحنات من شرانق الفراشات إلى تركيا أيام الإثنين من كل أسبوع، فيما يتم إرسال شحنات مماثلة إلى المملكة المتحدة أيام الجمعة.

واعتبر أن الفراشات رغم اختلافها في النوع والحجم، إلا أنها تعيش عادة بضعة أسابيع، وأن الطلب على شرانقها مرتفع بسبب قصر أعمارها.

بدورها، قالت عضو فريق الأمم المتحدة للحد من الآثار السلبية الناتجة عن إزالة وتفتيت الغابات خريت إنغريد دييركسينس، إن المشروع مثال يحتذى به في تغيير أنماط الحصول على الموارد الاقتصادية بهدف حماية الغابات والثروة الطبيعة.

وأضافت دييركسينس للوكالة، أن سكان شرقي كينيا باتوا يحققون دخلا اقتصاديا أعلى من خلال الحفاظ على الغابات، وأن الإيرادات السنوية لمشروع تربية الفراشات بلغت 1.9 مليون دولار.

وأشادت بالوعي الذي تمتلكه النساء الكينيات، اللاتي يتعمدن عدم بيع جميع الشرانق، ويتركن في بعض الأحيان الفراشات في الغابات لزيادة أعدادهن في الطبيعة.

وتستضيف غابات السواحل الشرقية في كينيا، حوالي 230 نوعا من الفراشات، فيما يوجد 800 نوع منها في جميع أنحاء البلاد.