محمد علي يكشف عن خفايا سرية لكيفية بناء الفنادق الضخمة للجيش بمصر

محمد علي يكشف عن خفايا سرية لكيفية بناء الفنادق الضخمة للجيش بمصر

كشف المقاول والمعارض الم

Van’da devriye gezen askeri araca hain saldırı: 1 şehit, 2 yaralı
المولد النبوي بمصر.. من 'درب الأثر' تذوب 'حلاوة زمان'
Pause of Turkey's op in Syria not ceasefire: Turkish FM

كشف المقاول والمعارض المصري، محمد علي، لصحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، عن خفايا تتعلق بإنشاء فنادق فخمة، وحجم فساد نظام الانقلاب العسكري، بقيادة عبد الفتاح السيسي.

وفي مقابلة أجرتها معه الصحيفة، ونشرت تفاصيل جديدة منها الخميس، قال “علي” إن من يريد بناء فندق “فخم” بمصر لا يحتاج إلى امتلاك مخطط أو دراسة جدوى، أو حتى أموال.

وأوضح أنه يكفي أن تكون عسكريا برتبة عالية، لتعرض الأمر على السيسي، وتحصل على موافقته، ثم يبدأ الإنفاق على المشروع وتنفيذه.

وأضاف “علي” إنه عمل 15 عاما كمقاول، أنشأ خلالها العديد من الفنادق والفلل والقصور لفائدة القوات المسلحة، بما في ذلك مشاريع بقيمة تقارب مليار جنيه مصري (61 مليون دولار)، للسيسي وحده.

وقت الحساب

ولكنّه حذر من أنه أثناء الحساب، فإن “الجيش لن يمنحك سوى جزء من أموالك، طالما كنت تعمل معهم”، مضيفا أن هذه النوعية من الرسائل ليست وسيلة ناجحة على طول الخط، بل فشلت في كثير من الأحيان في خديعة البنوك.

وأوضح “رفضت البنوك الدفع ما لم يتم إبرام العقود ولم يضف الجيش أبدًا أي عقود رسمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشروعات “الموهوبة” للسيسي ودائرته الداخلية”.

وقال: “عدنا إلى الجيش وأخبرناهم عن استجابة البنوك. قالوا، حسنا، ادفع من جيوبك حتى ننتهي من العقود”.

ويكشف محمد علي عن عملية السخرة في العمل مع الجيش، قائلا: “يظل المقاول مرتبطًا بالعمل مع الجيش، حيث كثيرًا ما يدفعون فقط أجزاء من المبالغ التي من المفترض أن يتم دفعها ويكونون قادرين على عدم الدفع إذا كانوا على استعداد لمصادرة الأرباح.

وعلى غير ما يتوقع البعض، يقول محمد علي: “كان بإمكاني الحصول على أموالي بسهولة، وأكثر من ذلك، ولكنني استمريت معهم إلى اليوم وكنت سأجني مليارات، وليس فقط الـ220 مليونًا- التي يدينون بها لي- هناك ضباط عسكريون لديهم بلايين”.

فندق تريومف

وكمثال على غياب دراسات الجدوى أو حتى العقود الرسمية، التي لا يستخدمها الجيش إلا قليلا، توضح التخطيط المرتجل وخطورة مواقع البناء، قال “علي”: إن أحد أفضل الأمثلة هو فندق تريومف الفاخر الذي شيده بمبلغ 2 مليار جنيه مصري (120 مليون دولار في عام 2017) في القاهرة الجديدة للواء شريف صلاح الدين.

“هل يمكنك أن تتخيل شخصًا يكون لطيفا مع زميله بملياري جنيه؟” موضحا أن اللواء شريف، المعروف بكونه أحد المقربين من السيسي، كان يعيش في منزل مقابل المكان الذي تم فيه بناء الفندق وشَاهَد بناءه من شرفته.

وعن بدايات البناء قال علي: “التقينا به وسألناه عن عدد الغرف التي يريدها في الفندق. ثم قال “100 ، 200 “.. تشعر أنك تتحدث مع بائع سندوتشات”.

وتعبيرا عن ارتجالية المشروع، قال سألته: “كم عدد المطاعم؟” اتصل بصديقه وطلب رأيه “يا صديقي، أنا أعمل في هذا المشروع بأمر من السيسي، وأفكر في عدد المطاعم الموجودة فيه. ما رأيك؟ هل سنفعل اثنين أو ثلاثة؟.

وعن عدم الاهتمام بالعنصر البشري، لفت إلى أنه أثناء بناء الفندق قال علي: إنه والآخرين أثاروا مخاوف عامة بشأن سلامة أحد العمال، قال لعلي “دعه يحترق”.

ويعلق محمد علي “كان أهم شيء بالنسبة لهم هو الانتهاء في الوقت المحدد وإظهار السيسي أن المشروع تم.” وبحفل الافتتاح تضمن كمقاول أنك لن تفقد مركزك (إشارة إلى مواصلة العمل مع الجيش ومؤسسة السيسي للفساد).

يقول محمد علي أيضًا: كان الحفل الرئيسي لافتتاح فندق تريومف، في مارس 2017، استضاف اللواء شريف، ممثلين وفنانين ورجال أعمال، مع عروض من المطربين المصريين محمد حماقي وكارمن سليمان حتى ساعات الصباح الباكر.

ويعلق محمد علي الذي بني الفندق: “يقع في منطقة سكنية “لا قيمة له”، وهو مفيد فقط لأفراد القوات المسلحة الذين يحصلون على أسعار مخفضة لعقد حفلات الزفاف في المكان”.

“إنجازات” السيسي

وتابع أن الخطوة الأولى نحو امتلاك العسكريين مشاريع كبيرة، من قبيل إنشاء خمس أو ست نوادي، ليست التخطيط أو تقديم دراسات جدوى، وإنما تكمن في رغبة لدى أحدهم يكشف عنها لرفاقه “أثناء شرب الشاي”، بحسبه.

ويقترح المجتمعون فورا الحديث مع السيسي، ويكون ذلك بشكل شخصي ومباشر، وتتم خلال اللقاء الموافقة.

بعد ذلك، يصدر الجيش رسالة إلى البنوك توعزهم بإقراض مقاول لتنفيذ المشروع، ويتعهد بأن يلعب دور الضامن.

وأوضح “علي” أن تلك المشاريع يتم إصدار الموافقات بشأنها وتوفير الأموال وكل ما يلزم لتنفيذها سريعا، وذلك بهدف نيل إعجاب السيسي، واستخدامها في إطار الترويج لـ”إنجازاته”.