أهالي تل أبيض السورية: “بي كا كا” مارست ضدنا اضطهادًا اقتصاديًا…

أهالي تل أبيض السورية: “بي كا كا” مارست ضدنا اضطهادًا اقتصاديًا…

عمل مسلحو منظمة "بي كا كا/ ي

US defense chief asks for Navy secretary's resignation
Qatar emir flies to Rwanda before Gulf summit
ميركل ترفض تصريح ماكرون “المتطرف” حول حلف الناتو

عمل مسلحو منظمة “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية، على اضطهاد المدنيين وإثقال كاهلهم بالضغوط الاقتصادية الممنهجة، خلال فترة احتلالهم لبلدة تل أبيض شمالي سوريا.

وفي تل أبيض، بدأت الحياة في العودة إلى طبيعتها بعد تحريرها من العناصر الإرهابية من خلال عملية “نبع السلام” التركية التي جرت بمشاركة الجيش الوطني السوري.

ويسعى سكان تل أبيض إلى نسيان القسوة والضغوط الاقتصادية التي دأبت منظمة “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية، على ممارستها ضدهم لدفعهم إلى ترك ديارهم والرحيل عن بلدتهم.

وعبر عبد الكريم الموسى، وهو مزارع من سكان تل أبيض، عن سعادته لتحرير بلدته من براثن العناصر الإرهابية.

وقال الموسى، إن منظمة “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية عمدت على تهميش سكان البلدة، ودفعهم نحو مواجهة الاضطهاد والصعوبات الاقتصادية.

وأضاف: لقد سيطرت المنظمة الإرهابية على مادتي الديزل والبنزين، كما منحت عناصرها الوظائف الإدارية والخدمية، وعمدت على قطع موارد الرزق عن سكان البلدة.

وقال: لم يكن يستطع الحصول على الخبز إلا حملة البطاقة الصفراء التي تحمل صورة ( الإرهابي عبد الله) أوجلان. لقد وضع عناصر المنظمة الإرهابية اليد على جميع السيارات في البلدة. تصرفوا بها كما لو كانت ملكهم. لم يسمحوا للعرب بدخول أي من الوظائف في محاولة لقطع موارد رزقهم وإجبارهم على ترك البلدة.

ولفت الموسى إلى أن عناصر المنظمة الإرهابية كانوا هم من يحددون سعر الحبوب التي يقوم سكان البلدة بزراعتها، ويجبرون الأهالي على بيعها بالسعر الذي يحددونه.

وتابع الموسى: مارسوا علينا مختلف أنواع الاضطهاد، سامونا سوء العذاب، لقد جعلوا حياتنا ضربًا من ضروب الجحيم.

وشدد الموسى على أن الإرهابيين أجبروا العائلات العربية على تسليمهم أطفالهم بالقوة المسلحة من أجل الدفع بهم إلى المعارك.

ونوه الموسى بأن السكان المحليين عمومًا والعائلات العربية على وجه التحديد، عانت ما لم يعانيه أحد قط جراء الظل والاضطهاد الذي مورس عليهم من قبل مسلحي “بي كا كا/ ي ب ك”.

كما أوضح الموسى، أن مسلحي المنظمة الإرهابية كانوا يستولون على المساعدات الإنسانية التي يجري إرسالها للمدنيين في تل أبيض، وكانوا يتعمدون إحراق منازل الأشخاص الذين ينشقون عن المنظمة الإرهابية.

بدوره، قال محمد الحجالي، الذي يمتلك محل بقالة في تل أبيض، إنه يشكر االله على الخلاص من سيطرة منظمة “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية.

وأضاف أن مسلحي المنظمة كانوا يفرضون عليه الأتاوات مقابل السماح له بفتح متجره، وكانوا يجبرونه على بيع المواد الغذائية بسعر أعلى بنحو 30 إلى 40 في المئة من السعر الحقيقي، ليقوموا بعدها بوضع اليد على تلك الأموال.

وقال: كانوا ينتزعون من الناس أموالهم التي يجنونها بكد يمينهم. كانوا يأخذون أموال السكان بالقوة. وكل من يريد فتح متجر أو محل ليجني به قوت يومه ويوفر احتياجات السكان، كان لا مناص أمامه من دفع الإتاوات للإرهابيين، وإلا فسيقومون بإغلاق المتجر.

وتابع الحجالي: باختصار، أصبحوا شركاء لنا في أرزاق أطفالنا. لقد حاصروا المدينة بأكملها وأجبروا أطفالنا على حمل السلاح. تحولت تل أبيض خلال سيطرتهم إلى بلدة بائسة خاوية على عروشها. منعوا عنا الدراجات النارية التي هي وسيلة المواصلات الأكثر رواجًا في البلدة.

وأضاف قائلًا: كانوا يعملون فقط من أجل مصالحهم. كان كل شيء لهم وحدهم. الوقود على وجه الخصوص كان بيدهم. لقد أعطوا حصة من المنتجات البترولية لأولئك الذين كانوا معهم، وقدموا لأنصارهم الوظائف، ووفروا لهم رغد العيش. أما سكان تل أبيض فكانت حياتهم جحيمًا.

وأشار الحجالي إلى أن مسلحي المنظمة الإرهابية كانوا يصادرون جميع المساعدات الإنسانية التي تصل إلى البلدة من الخارج، وكانوا يتقاسمون نصف تلك المساعدات فيما يوزعون النصف الآخر على مؤيديهم.

كما لفت عيسى محمد، صاحب مطعم شعبي في تل أبيض، الانتباه إلى حقيقة أن المنظمة الإرهابية قد ابتزت المال من أصحاب المحال التجارية.

وأضاف: كانوا يأخذون الأتاوات منا عنوة، وبغير وجه حق، وكل شخص يتردد أو يتخلف في دفع تلك الأتاوات كانوا يسومونه سوء العذاب ويقومون بإغلاق باب رزقه.

وأعرب محمد عن سعادته بالخلاص من ظلم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية، وشكره لعملية نبع السلام التي حررت بلدته من براثن الإرهابيين، وختم قائلًا: بالطبع سنواجه مشاكل صغيرة في هذه المرحلة، لكن نأمل أن يتم إرساء الاستقرار في أقرب وقت.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.

واستضافت سوتشي، في 22 أكتوبر/تشرين الأول، قمة تركية روسية توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب تنظيم “ي ب ك” الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم في الداخل السوري، خلال 150 ساعة.