الاحتباس الحراري يُغرق جزيرة 'سردينيا' في مياه المتوسط

الاحتباس الحراري يُغرق جزيرة 'سردينيا' في مياه المتوسط

تشير التوقعات إلى أن منس 

الرئاسة التركية ترفض فرض'تويتر' الرقابة على حساب 'تي أر تي ورلد'…
MHK tartışmalı, hakemlere güvenilmiyor: Değişim şart
غوتيريش يرحب بالاتفاق التركي الأمريكي بشأن عملية 'نبع السلام'

تشير التوقعات إلى أن منسوب المياه سيرتفع بمقدار مترين بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بحلول نهاية القرن الجاري بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعد سردينيا الإيطالية، ثاني أكبر الجزر بالبحر المتوسط من أكثر الأماكن المعرضة لهذا التهديد، لذلك تُمارس أعمال الصيد وتربية الحيوانات في الجزيرة بتطبيقات “صديقة للبيئة”.
وتقوم مؤسسات المجتمع المدني الحريصة على البيئة بدعم الأنشطة الاقتصادية المتوافقة مع النظام البيئي التي يقوم بها سكان الجزيرة.
وكشف تقرير لشبكة الخبراء المعنية بالتغيّرات المناخية والبيئية ( MedECC)، التي تساهم في أعمال الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر بالمناخ، عن التهديدات والمخاطر التي تهدد منطقة البحر المتوسط جراء الاحتباس الحراري.
ويشير التقرير إلى أن منطقة حوض البحر المتوسط تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدل أعلى بـ20% مقارنة ببقية مناطق العالم.
ومن المتوقع أن ترتفع درجة حرارة مياه المتوسط بمقدار 2,2 درجة بحلول 2040.
وطبقاً للتقرير فإنه من المتوقع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط بمقدار 1,8 إلى 3,5 درجة سنتجراد وارتفاع منسوب المياه بمقدار 2 متر بنهاية القرن الحالي.
ومن شأن ذلك اختفاء 15 مدينة كبرى، في حال لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
** الدول المحيطة بالمتوسط تواجه الخطر نفسه
وهناك زيادة مستمرة في المساحات التي تتعرض للتصحر في كل من إسبانيا، والبرتغال، والمغرب، والجزائر، وتونس، وصقلية، وتركيا، وسوريا.
ومن المتوقع أن تقل الأمطار على منطقة البحر المتوسط بحلول عام 2100 بنسبة 15 إلى 30 بالمئة، كما ستزداد الكوارث الناتجة عن هطول الأمطار الشديدة بنسبة 10 إلى 20 بالمئة.
غير أن سواحل إيطاليا وجزيرة سردينيا هي أكثر المناطق التي ستعاني من أخطار الاحتباس الحراري.
** غرب سردينيا تحت التهديد
ويعتقد أن مدينة أوريستانو، الواقعة غربي جزيرة سردينيا، ويقطنها 35 ألف نسمة ستُغمر بالمياه بعد 80 عاماُ إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري بنفس السرعة.
وجرى تنظيم جولة صحفية بجزيرة سردينيا حيث يتم دعم العديد من المشاريع لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري، من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN) بالتعاون مع مؤسسة البحر والساحل المتوسطي (MEDSEA) ومبادرة المناطق الرطبة المتوسطية (MedWet).
وجاءت الجولة الصحفية في خليج أوريستانو بجزيرة سردينيا المدرجة على قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية في إطار معاهدة رامسار الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة.
وشارك بها صحفيون من اتحاد وكالات أنباء البحر المتوسط الذي تُعد وكالة الأناضول للأنباء إحدى أعضاءه.
وزار الصحفيون، في إطار الجولة، المناطق الرطبة التي تعرض نحو نصفها للتآكل على مدار 50 عاماً جراء الزراعة وتربية الحيوانات بكثرة، والصيد الجائر والتلوث والتوسع العمراني.
تقول أنطونيا سيتا، الأمين العام لمبادرة المناطق الرطبة المتوسطية (MedWet)، للصحفيين، إن أهدافهم تتلخص في حماية النظام البيئي وتحسينه بحلول تعتمد على البيئة، وضمان إعادة تأسيس النظام البيئي الذي فسد.
** مراقبة أنشطة صيد الأسماك
وقام الصحفيون بجولة تفقدية في منطقة كابراس في إطار مشروع ماريستانيس المدعوم من مؤسسة البحر والساحل المتوسطي (ميدسي)، وفي المزرعة التي تتم مراقبة أنشطة صيد السمك فيها.
وقال اليساندرو بورسو، عضو جمعية (Alea Societa) التعاونية التي شكلها الصيادون، إنهم تعرضوا لكارثة سيول بسبب الأمطار الشديدة منذ عامين وإن أعدادًا هائلة من الأسماك قد نفقت.
وأوضح بورسو أن الكثير من أنواع الأسماك مهددة جراء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في أشهر الصيف.
وأضاف أنهم رفعوا من إنتاج الأسماك، عبر نقل صغار الأسماك في أيامها الأولى من مياه البحر شديدة الملوحة إلى أحواض خاصة، تتيح نموهم بشكل صحي.
وأشار إلى أن الحكومات تتصرف ببطء بخصوص اتخاذ التدابير اللازمة إزاء تغير المناخ العالمي، وذلك بسبب القيود التي تفرضها البيروقراطية.
** إنتاج أقل بجودة أعلى
وعبر باولو بينوس، أحد منتجي اللحوم والألبان بإحدى المزارع بمنطقة أربوريا بجزيرة سردينيا، عن سعادته لتلقيه دعماً في إطار مشروع ماريستانيس.
وقال بينوس إن درجة الوعي بالمنطقة إزاء التغيرات المناخية والبيئية عالية وإنهم تركوا الطرق التقليدية وبدأوا في تطبيق طرق حديثة من أجل كمية إنتاج أقل من اللحم ومنتجات الألبان إلا أنه أعلى جودة.
وأضاف بينوس أنهم لا يستخدمون أي مبيدات أو مواد كيميائية في زراعة الذرة التي ينتجون منها أعلاف الحيوانات، مشيراً إلى أنهم اختاروا الذرة خصيصاً لأنها تحتاج كميات أقل من الماء.
ولفت إلى أن المستهلكين أيضاً يفضلون المنتجات المصنعة بالطرق الطبيعية مما يساهم في استمرارية تطبيق تلك الطرق.
كما أنهم يتعاملون بحرص في موضوع إدارة مخلفات المزارع التي تعد من أهم أسباب انبعاثات غازات الدفيئة.
وزار الصحفيون أيضاً ورش النساء المنتجة المدعومة من قبل الإدارة المحلية بمنطقة سان فيرو ميليس في إطار مشروع ماريستانيس.
وتابع الصحفيون المنتجات التي تصنعها النساء من الشجيرات والأعشاب التي يتم جمعها من المناطق الرطبة المهددة بالاختفاء في منطقة سان فيرو ميليس.
وقد شكلت هذه المنتجات الصديقة للبيئة سوقاُ جديدة لسكان المنطقة.