الرئاسة التركية: المأساة الحقيقية هي دعم واشنطن للإرهابيين بسوريا

الرئاسة التركية: المأساة الحقيقية هي دعم واشنطن للإرهابيين بسوريا

قال المتحدث باسم الرئاسة

Trump: Yaptırımların kaldırılması için talimat verdim
تركيا تدعو إلى فتح تحقيق حول التحركات والاتصالات الأخيرة لـ “البغدادي”…
Bin polisle şafak operasyonu: Özel harekat kapıları böyle kırdı

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن “المأساة الحقيقية” تتمثل في دعم وتسليح وتمويل الإدارة الأمريكية لشبكة الإرهابيين بسوريا منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

جاء ذلك في معرض ردّه على أسئلة المذيعة باكي أندرسون، في قناة “سي إن إن وولد”، حول المزاعم التي وجهت لتركيا بسبب عملية “نبع السلام” في الشمال السوري.

وأشار قالن أن الجهات التي تصف “نبع السلام” بأنها “مأساة”، تدرك جيدًا بأن هذا لا يعكس الحقيقة، وأن تركيا سعت للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بهذا الملف.

وبيّن أن تركيا أبلغت السلطات الأمريكية منذ أعوام بهواجسها المتعلقة بأمنها القومي، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان، قام بطرح هذه المسألة في كثير من المنابر.

** لن نسمح بممر إرهابي على حدودنا

وأوضح متحدث الرئاسة، أن أنقرة شدّدت دائمًا على أنها لن تسمح بتأسيس ممر أو كيان إرهابي على حدودها.

وذكر أن الجانب الأمريكي تجاهل هواجس تركيا ودعواتها رغم تصنيفه لتنظيم “ي ب ك” على أنه الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابي.

وأكّد أن المفارقة والمأساة تتمثل في قيام الولايات المتحدة بتسليح ودعم منظمة إرهابية انفصالية ماركسية – لينينية في سوريا.

وشدد قالن على أن تركيا قدمت عدة مرات اقتراحًا بشأن إمكانية مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي من قبل الجيش التركي والجيش الوطني السوري، وبقية العناصر المحلية مثل الأكراد الذين لا ينتمون لـ”بي كا كا”.

وقال إن “ي ب ك – بي كا كا” عزز قوته في القرى العربية من خلال الأسلحة التي حصل عليها من الولايات المتحدة تحت مسمى مكافحة “داعش”، وأجبر أهالي تلك القرى على مغادرة منازلهم.

ولفت قالن إلى أن التنظيم الإرهابي قام في اليوم الثاني من عملية “نبع السلام” بإطلاق سراح نحو 800 من عناصر “داعش” المحتجزين، وذلك بهدف ابتزاز الولايات المتحدة وبلدان أوروبا التي تدعي بأنه لا يمكنها مكافحة “داعش” بدون “ي ب ك/ بي كا كا”.

وأشار أن “ي ب ك/ بي كا كا” يسعى إلى إقامة منطقة حكم ذاتي تتمتع صراحة بأجندة انفصالية أكثر من كونه يكافح “داعش” في المنطقة بالمعنى الحقيقي.

وتطرق قالن إلى مزاعم ارتكاب قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا جرائم حرب في المنطقة، قائلًا إن تركيا تتعامل بجدّية كبيرة حيال جميع أشكال الانتهاكات، بما في ذلك جرائم الحرب، وإنه سيتم التحقيق بشكل مفصل إذا كان ثمة شيء من هذا القبيل.

** نتحرك بدقة متناهية في سوريا خلال عملية “نبع السلام”

وأوضح أن الجيش التركي والجيش الوطني السوري تحركا بدقة متناهية في سوريا خلال عملية “نبع السلام”، ولم يهاجما المدنيين.

وشدد أنه لم يحدث أي شيء مما ادعاه مسؤولون وبلدان وخبراء من قبيل تضرر المدنيين وهروب مئات الآلاف وتعرض الأكراد للهجوم وتغير التركيبة الديموغرافية للمنطقة.

وأشار إلى مقتل 4 آلاف مدني خلال العمليات (ضد داعش) بالرقة السورية، وبين 9 إلى 11 ألف مدني في الموصل العراقية، وهي أرقام وثقتها المنظمات مثل “العفو الدولية” و”مراقبة حقوق الإنسان”.

وقال إن منظمتي “العفو الدولية” و”هيومن رايتش ووتش”، وثّقتا بالأدلة قبل عام ونصف العام قيام “ي ب ك/ بي كا كا” بارتكاب جرائم حرب في “تل أبيض” و”رأس العين” اللتين طهّرتهما تركيا، والمناطق الآخرى.

أمّا مزاعم “ي ب ك/ بي كا كا” بشأن الأقليات الدينية، فوصفها قالن بأنها مثيرة للسخرية، مؤكدًا أن التنظيم الإرهابي يحاول إحداث انطباع لدى الرأي العام الأمريكي وإدارة ترامب، بأنه حامي الأقلية المسيحية في المنطقة، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا.

وبيّن قالن أن مسيحيي سوريا يصرحون بأن “ي ب ك/ بي كا كا” اختطف الأطفال، والأخير يضم هؤلاء الأطفال إلى صفوفه للقتال ضد تركيا.

وأوضح أن مسلحي التنظيم استخدموا الكنائس، وقصفوا واحدة منها قبل فترة قصيرة، ثم حاولوا إلصاق التهمة بتركيا التي تحمي الأقلية المسيحية وفتحت أبوابها أمام 4 ملايين سوري دون أن تسأل أحدًا عن دينه أو عرقه.

وتابع: “الأكراد والعرب والمسلمون السنّة والمسيحيون كلهم جاؤوا إلى تركيا.. استمعوا فقط لما يقوله المجتمع المسيحي في تركيا منذ 10 أيام.. الكنائس الأرمنية والآرامية والسريانية.. كلها من الكنائس القديمة في العالم وجميعها امتدح عملية نبع السلام”.

وأكّد أن تركيا تكافح ضد “داعش” منذ 3-4 أعوام مثل البلدان الأخرى، وقامت بتحييد أكثر من 3 آلاف عنصر من التنظيم عندما أطلقت عملية “درع الفرات” في منطقة “جرابلس”، ولم يبق أي عنصر منه على خط “جرابلس” و”الباب” و”أعزاز”، وقد تم تطهير “عفرين” من “ي ب ك/ بي كا كا”.

ولفت إلى أن عناصر “داعش” الذين أطلق “ي ب ك/ بي كا كا” سراحهم في اليوم الثاني لـ”نبع السلام”، كانوا محتجزين في مخيم بمنطقة “عين عيسى” الخاضعة لسيطرة الأخير.

وقال إن عناصر من “داعش” قالوا لوسائل إعلامية إن إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” جاؤوهم منتصف الليل وطلبوا منهم الخروج ما دفع المحتجزين إلى مغادرة المخيم وهم لا يعرفون ماذا يجري، ثم جاؤوا مرة أخرى في وقت لاحق وأضرموا النار في المخيم.

وكشف أن تركيا تتبعت آثار عناصر “داعش” المفرج عنهم من قبل “ي ب ك/ بي كا كا”، وتمكنت من القبض على 196 منهم، لافتًا أن التنظيم يستخدم هؤلاء الإرهابيين كأدوات للمساومة لتهديد الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية.

وأكد قالن أن الكفاح الحقيقي ضد “داعش” قام به الجيش السوري الحر، وأن الأخير كان قد حظي بمدح كبير عندما كافح ضد “داعش” والمجموعات ذات الصلة به، ولكن عندما تحرك لتطهير المنطقة ذاتها من تنظيم إرهابي آخر “ي ب ك/ بي كا كا”، يتم وصفه بـ”البربري”، وهذا أمر غير منطقي.

وجدد قالن التأكيد على أن بلاده لا ترغب في ظهور “داعش” مجددا بأي شكل من الأشكال، وأنها ستواصل محاربة كل التنظيمات الإرهابية.

وبيّن أن التنظيم الإرهابي أضر بالمسلمين والإسلام أكثر من تنظيم “القاعدة” وحركة “الشباب” وجميع المنظمات الإرهابية، وأسفر عن مقتل المزيد من المسلمين.

وتابع: “بالنسبة لنا لا فرق بين المنظمات الإرهابية، سنواصل محاربتها جميعها كما فعلنا في السابق، لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي عبر تنظيم آخر ولا يمكن التمييز بين الإرهابيين على أساس هذا جيد وذاك سيء”.

ولفت متحدث الرئاسة التركية إلى تدخل الولايات المتحدة في المنطقة لسنوات، عبر سياسات غير مدروسة بشكل جيد، داعيا واشنطن للتخلي عنها.

وأشار إلى أن القرارات الخاطئة التي اتخذت خلال عهد أوباما خلقت مشاكل جديدة للسوريين والجميع.

وأوضح أن عملية “نبع السلام” تهدف لتطهير المنطقة من إرهابيي “ي ب ك/بي كا كا” و”داعش”، وتهيئة الظروف لعودة السوريين إلى المناطق المحررة من الإرهابيين.

** عودة نحو 362 ألف سوري لمنطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”

وأشار قالن إلى عودة نحو 362 ألف سوري إلى منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”؛ بعد تطهيرهما من الإرهابيين.

وقال: “السوريون لا يريدون العودة إلى مناطق خاضعة لسيطرة ي ب ك/بي كا كا لأنهم لا يشعرون فيها بالأمان”.

واعتبر وضع الولايات المتحدة حليفتها تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتنظيم ” ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي في كفة واحد “أمر لا يصدق وغير مقبول”.

وتابع: “حينما يستهدف ي ب ك/بي كا كا الإرهابي الأراضي التركية فإنه يستهدف أراضي الناتو أيضا. أين هو الناتو وأين رده؟”.

قالن أكد أيضًا أن أنقرة ليست لديها أي مشاكل مع الأكراد وأن المشكلة تكمن في “إخراج ي ب ك/بي كا كا من المنطقة”، مؤكدا أن الأكراد جزء من هذه البقعة الجغرافية وتركيا.

واستطرد بالقول: “هناك ملايين الأكراد في تركيا وسوريا والعراق وإيران، ولدينا علاقات جيدة مع كل منهم، لكن لدينا مشاكل مع الإرهابيين الذين يزعمون أنهم يمثلون الأكراد. فليعلم الجميع أن هؤلاء لا يمثلون الأكراد، وربما تدعمهم أقلية صغيرة. فهؤلاء (الإرهابيون) لديهم أجندات أخرى، وعلينا توضيح ذلك”.

وأوضح أن تركيا لم تنتهك الاتفاق الذي أبرمته مع واشنطن في 17 أكتوبر/تشرين أول الجاري كما يزعم التنظيم الإرهابي، مبينا أن الأخير هو من يخرق الاتفاق عبر رفضه الخروج من مناطق محددة، واستهدافه طائرات تركية بدون طيار.

وتساءل: “لماذا واصلت واشنطن تقديم السلاح لتنظيم ي ب ك/بي كا كا بعد حوالي عام من إعلان ترامب مرارا وتكرارا القضاء على داعش، وجرى تأكيد ذلك من قبل خبراء؟”، وتابع: “(الأمريكيون) لم يكونوا صادقين معنا”.

كما تساءل أيضا: “هناك نحو 2 – 3 آلاف سجين من داعش معظمهم مواطني دول أوربية، لماذا تلك البلدان لا تستعيد مواطنيها بموجب القانون الدولي؟ في الواقع فهي (دول أوروبا) ملزمة بالقيام بذلك، لكنها لا تستعيدهم”.