تحدث المقاول المصري الم
تحدث المقاول المصري المعارض محمد علي، المقيم في إسبانيا، عن تلقيه دعوة لزيارة سفارة بلاده لدى مدريد، وذلك عقب نشره تسجيلات ينتقد فيها “فساد” النظام في بلاده.
جاء ذلك في حوار مع “علي”، أجراه موقع “ميدل آيست أي” البريطاني، هو الأول منذ ظهور المقاول المصري في مقاطع فيديو سبتمبر/ أيلول الماضي، تحدث فيها عن وقائع فساد نفت السلطات المصرية صحتها مرارا، وكذّبها الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفا إياها بأنها “كذب وافتراء”.
وقال علي: “أبلغوني أن المسؤولين انزعجوا مما حدث لي، وأنت رجل محترم، وأنت ابننا وعزيز علينا وعلى الجميع، لذا تعال إلى السفارة ودعنا نجلس سويا”، دون تفاصيل أكثر.
وتحفظ المقاول على الإجابة عن التساؤلات التي تثير احتمالية أن يلقي مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول العام الماضي، إذا استجاب لتلك الدعوة.
وتحدث “علي” عن تلقيه “تهديدات” بمعرفة مكانه بإسبانيا وإمكانية اغتياله، مقرا أنه ليس رجلا خارقا ويعرف أن حياته “في خطر” منذ نشر الفيديو الأول المناهض للسيسي.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات الإسبانية، بشأن تواجده على أرضها من عدمه، أو التحقيق في مثل هذه المعلومات المثارة أم لا.
وتحدث “علي” عن مغادرته بلاده مصر، بعد عدم قدرته على الحصول على مستحقات شركته التي كانت تعمل مع مؤسسات بالدولة في قطاع الإنشاءات.
واستدرك أنه فجأة “قالوا لي إنهم سوف يعطوني أموالي وأكثر؛ لكن عليّ أن أهدأ ولا أسجل المزيد من مقاطع الفيديو ولا أتحدث”.
ولم تعلق السلطات المصرية على تلك الاتهامات، غير أن إعلاميين محسوبين على النظام، بينهم أحمد موسى، تحدث عن أنه مدين للحكومة وليس العكس، وسط تأكيد من والد “علي” في حديث متلفز على أن نجله ربح من عمله مع الدولة كثيرا.
** مستقل لا ينتمي لجماعات:
ونفي “على” وجود شخص أو منظمة وراءه، مؤكدا أنه مستقل لا ينتمي لأي جماعة معارضة أو فصيل منشق، وأنه لا تواصل بينه وبين عسكريين.
وقال إنه لو كان مدعوما من أي جهة، لاستطاع الإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أنه كان هناك تعاطف معه من بعض العسكريين (لم يحددهم).
واستدرك بأن ذلك التعاطف انقطع عقب توقيفات طالت نحو ألف شخص خلال التظاهرات الأخيرة التي شهدتها بعض المحافظات المصرية، إثر التسجيلات التي نشرها.
وكان “علي” قد دعا لاحتجاجات مناهضة للسيسي، في 20 سبتمبر الماضي، أثارت ضجة بالبلاد رغم محدوديتها، ولم تستمر تلك التظاهرات، حتى بات ظهوره مرتبطا بمقاطع فيديو ناقدة.
** دعم إماراتي لمصر في مراقبة منصات التواصل:
وكشف “علي” في حديثه لـ”ميدل إيست آي” أن بين المشاريع العقارية التي عمل عليها لصالح الحكومة، مبنى متعدد الطوابق يستخدم كمركز لإدارة ما أسماه “جيش السيسي الإلكتروني”.
وقال إنّ مهمة هذه المجموعة “مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي”، لافتا أنّ جزء من مهامها أيضا “(تسجيل) إعجاب بمقاطع السيسي المصورة والتعليق عليها”.
وفي هذا الشأن، أوضح “علي” أنّ مشروع مراقبة الإنترنت في مصر تموّله الإمارات، وأنه حصل على أمواله من المساعدات الإماراتية لمصر.
وأضاف ساخرا: “أحيانًا أضحك لأنني بنيت هذا من أجلهم، والآن يستخدموه ضدي، كلما قمت بنشر شيء ما، يعلقون عليه فورا”.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الإمارات ومصر بشأن تلك المجموعات، غير أن السيسي حذّر في خطاب سابق، من أنه يمكن مواجهة ما يحدث عبر منصات التواصل بمجموعات بمساندة للدولة.
** غير نادم:
على صعيد آخر، رفض “علي” الاعتذار على تورطه في الماضي، وقال إنه لم يكن يعلم أن الفساد “وصل إلى قمة الهرم هكذا”، إلا بعد أن بدأ في بناء قصور رئاسية.
ورد السيسي على المقاول في مؤتمر كبير سابق، نافيا صحة عدد من أحاديثه عن مؤسسات الدولة، غير أنه أقرّ ببناء قصور رئاسية جديدة، قائلا إنها “تُبنى لمصر” وليست باسمه.
وعقب دعوة المقاول المصري للاحتجاج، لوّح السيسي بإمكانية الحشد لملايين تؤيده بالميادين، مؤكدًا “عدم قلقه” ومحذرًا من المساس بمصر وأمنها.