شبح الخطر الإيراني يطارد الخليج في منتدى المنامة

شبح الخطر الإيراني يطارد الخليج في منتدى المنامة

تراجع دور الولايات المتح

Medipol Başakşehir-Wolfsberger: 1-0
Istanbul to become 'cruise hub' with Yenikapı project
Falcao’da yol ayrımı

تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة عموما، ومنطقة الخليج بشكل خاص، بعد تصاعد حدة التوترات مع إيران وما يُقال عن خذلانها للدول الخليجية الحليفة لها على إثر الهجمات التي تعرضت لها منشآت تابعة لشركة “أرامكو” النفطية السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي.

واتفق المشاركون في منتدى حوار المنامة، الذي انعقد على مدار 3 أيام أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، على أهمية حماية الأمن الإقليمي ومرافئ النفط والممرات المائية.

المنتدى نظمته وزارة الخارجية البحرينية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، وشارك فيه حواراته وزراء خارجية وقادة ومسؤولون أمنيون وعسكريون من المنطقة والعالم.

وخلال جلسات المنتدى، تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات فرنسية لعدم مواجهتها التهديدات الإيرانية ضد الدول الحليفة في المنطقة، السعودية وإسرائيل ودول أخرى، متهمة إياها بتعمدها “فك ارتباطها بقضايا المنطقة بشكل تدريجي”.

يرى خبراء أن فرنسا تحاول أن تلعب أدوارا فاعلة أكثر قوة في ما يتعلق بقضايا الأمن البحري وحرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر بعد تراجع الدور الأمريكي.

وتنوي فرنسا توسيع رقعة تواجدها في المنطقة للمساعدة في حماية الأمن البحري والحرب ضد تنظيم “داعش” عبر اتفاقيات دفاعية مع بعض الدول، مثل الإمارات التي تحتفظ فرنسا بوجود عسكري في ثلاث قواعد على أراضيها. إذ ستكون قيادة الجهد الأوروبي من القاعدة البحرية الفرنسية في أبوظبي.

وفي وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت فرنسا عن تشكيل تحالف بحري مقره البحرين لحماية الملاحة في مضيق هرمز.

وتساهم فرنسا في قيادة البعثة الأوروبية لحماية الأمن البحري في المنطقة بشكل منفصل عن الوجود الأمريكي مع مساحة من التنسيق مع الأمريكيين.

وترفض فرنسا ودول أوروبية أخرى المشاركة في المهمة الأمريكية لحماية النقل البحري “الحارس” في منطقة الخليج العربي وعلى مقارب مضيق هرمز الذي تمر عبره نسبة مهمة من النفط العراقي والإيراني والخليجي إلى دول العالم.

ولمواجهة التهديدات الإيرانية المماثلة على منشآتها النفطية، عملت الرياض على استقدام الدعم من دول عدة لتعزيز القدرات الدفاعية، ومنها فرنسا التي ستنشر رادارا متطورا لهذا الغرض.

لكن الولايات المتحدة -ردا على الانتقادات الفرنسية- نفت على لسان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي المشارك في حوار المنامة، أن تكون تعمدت التخلي عن دورها في المنطقة الذي سيظل “مهم للغاية” للولايات المتحدة، لكنه ليس “الأولوية الأهم لديها على مستوى العالم”.

وتعتقد الولايات المتحدة أن الوجود العسكري لقواتها في قاعدة الأمير سلطان بالسعودية والعديد في قطر والأسطول الخامس في البحرين وقواعد أخرى يكفي لجعل هذه الدول أكثر أمنا وأكثر قدرة على مواجهة التهديدات الإيرانية “المفترضة”.

وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري منذ تصاعدت حدة التوترات بالمنطقة بنحو 14 ألف جندي إضافي، ومع هذا فإن خبراء عسكريين أمريكيين يرون أن الحجم الكلي للقوات في المنطقة لن يكون كافيا لردع أي هجوم إيراني محتمل واسع النطاق على دولة أو أكثر من دول المنطقة.

وللولايات المتحدة وجود عسكري في المنطقة وحاملة طائرات، بالإضافة إلى تعزيز قواتها في السعودية بجنود إضافيين ومعدات قتالية.

ولا يزال حوالي 60 ألف جندي أمريكي يتمركزون في منطقة الخليج العربي، بما في ذلك البحرين مقر قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس، وفي قاعدة العديد في دولة قطر التي تعد الأكبر في الشرق الأوسط.

بالتزامن مع السجال الأمريكي الفرنسي، عبرت حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” مضيق هرمز لأول مرة منذ إسقاط إيران للطائرة الأمريكية وذلك لإظهار “التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة”، حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية.

وازدادت حدة التوترات في المنطقة في الأشهر الأخيرة بعد إعادة العقوبات الأمريكية على إيران في مايو/أيار الماضي وما تلاها من هجمات على ناقلات النفط وهجمات أخرى على منشآت نفطية في العمق السعودي، نفت إيران مسؤوليتها المباشرة أو غير المباشرة عنها، بالإضافة إلى إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية التي اعترفت إيران بمسؤوليتها كونها كانت تحلق في مجالها الجوي، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة.

وتعتقد دولة الإمارات في حديث لوزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، خلال حوار المنامة، أن المنطقة تواجه “سياسات عدائية إيرانية توسعية” منذ 30 عاما تسببت في إرساء حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

لكنه، أي الوزير الإماراتي، يرى أن مواجهة السياسات التوسعية الإيرانية “مهمة” لكنها يجب أن لا تصل إلى “المواجهة المفتوحة” في هذه المنطقة التي لا تتحمل مثل هذه المواجهات.

وتتخوف دول المنطقة، وفقا للوزير الإماراتي، من تزايد استخدام إيران للصواريخ البالستية التي تشكل “تهديدا خطيرا للغاية للاستقرار في المنطقة”.

لكن دول مجلس التعاون الخليجي لا تدعو لتغيير النظام الحاكم في إيران؛ حيث أنها “لم تتدخل أبدا ولن تتدخل في الشؤون الداخلية لإيران”، حسب تصريحات وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، خلال حوار المنامة، الذي دعا إيران إلى السعي للسلام مع هذه الدول التي لا يمكن لها أن تحل مشاكلها مع المجتمع الدولي مع تجاهلها لعلاقاتها مع الدول الخليجية.

ومنذ العام 2016، قطعت كل من السعودية والبحرين علاقاتهما مع إيران؛ بسبب “تدخلها في الشؤون الداخلية”، وهو ما تنفيه طهران.

وخلافا للرؤية الفرنسية، ترى السعودية أن الولايات المتحدة “لا تزال حليفا موثوقا للغاية” في مواجهة التهديدات الإيرانية، وفقا لوزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير في حوار المنامة.

يمكن لإيران، وفق المعطيات المتاحة وتوازن القوى العسكرية في المنطقة، أن تشن هجمات مماثلة على ناقلات نفط في الخليج، أو منشآت حيوية في السعودية ودول أخرى.

وتشير معظم التوقعات إلى أنه مع “الضعف الواضح” في قوة الردع الأمريكي والخليجي، فإن بإمكان إيران مهاجمة أهداف أخرى سواء باستخدام الصواريخ البالستية أو الطائرات دون طيار إذا رأت أن زيادة حدة التوترات في المنطقة يمكن أن تخفف من وطأة الأعباء المترتبة على العقوبات الأمريكية في حملة “الضغط القصوى”.

في الواقع، فإن الولايات المتحدة لم تتوقف حتى الآن عن انتهاج سياسات متعددة واتخاذ المزيد من الخطوات لإلحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني والحد من التهديدات الإيرانية المحتملة للدول الحليفة لها في المنطقة.

في مقابل ذلك، فإن التحركات السعودية الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن، وما تنقله وسائل الإعلام عن محادثات مع جماعة الحوثي ترعاها سلطنة عمان، ومشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة خليجي 24، ومؤشرات أخرى أهمها “تراجع” ثقة السعودية بالتزام الولايات المتحدة في الدفاع عنها، كل ذلك يؤكد أن السعودية باتت تقترب كثيرا من التخلص من الملفات العالقة في سياساتها الخارجية، ومنها “احتمالات” فتح حوار مباشر مع إيران لتسوية الخلافات بينهما.