لتعقب أثر جدها.. حفيدة قنصل عثماني تصل إلى تركيا

لتعقب أثر جدها.. حفيدة قنصل عثماني تصل إلى تركيا

بعد وقت قصير من معرفة هوي

Bilecik'te uygulama noktasındaki uzman çavuşlara cip çarptı: 1 şehit…
Hem terörü yeneriz hem ekonomiyi büyütürüz
Türkiye'de üretilen silahlar, Hollywood filmlerinde de kullanılıyor

بعد وقت قصير من معرفة هويتها، والدور الذي لعبه جدها في خدمة الدولة العثمانية، وصلت إلى تركيا ميغنون جولييت جاتكي، حفيدة محمد رمزي بك، القنصل الأول والأخير للدولة العثمانية في جنوب إفريقيا، لتعقب أثره.

تعرفت جاتكي بهوية جدها، الذي لم تكن تعلم عنه شيئا طوال السنوات الـ 73 التي عاشتها، من خلال أبحاث أجراها مؤرخون أتراك حول دور جدها في خدمة الدولة العثمانية.

كان رمزي بك، قنصلا عاما للدولة العثمانية لدى جنوب إفريقيا بين عامي 1914 ـ 1916، خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، حيث جرى اعتقاله من قبل قوات الاستعمار البريطاني، آنذاك، وأودع السجن في جوهانسبرغ، كبرى مدن البلاد.

تسعى جاتكي (73 عاما) أصغر أحفاد رمزي بك، إلى استكشاف روابط عائلتها المنسية في صفحات التاريخ، ومعرفة قدر أكبر من المعلومات عن جدها الذي توفي في معتقله، دون أن تتسنى لها مقابلته.

نشأت جاتكي في أسرة روسية الثقافة، وترعرعت دون أن يتاح لها الاطلاع على معلومات حول هوية جدها الذي كان بمثابة سر بالنسبة إليها.

ووصلت إلى تركيا برفقة زوجها، بدعوة من معهد يونس أمره الثقافي، حيث التقت مؤرخين أجروا أبحاثا حول جدها، ودوره في خدمة الدولة العثمانية.

وقالت في حديث للأناضول، إنها أغرمت كثيرا بالعاصمة التركية أنقرة، ومدينة نوشهر (وسط)، لكنها شعرت بعبق التاريخ يتخلل كيانها عندما وصلت إسطنبول، لا سيما المدينة القديمة.

وأضافت: “عند وصولي إلى تركيا، بدأت حقبة جديدة في حياتي، لا يمكنني التعبير عن مشاعري بالكلمات”، مطالبة بنقل رفات جدها من مسجد يدار من قبل تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي، لدفنه في الأراضي التركية.

وتابعت جاتكي: “والدي نشأ في أسرة روسية الثقافة، لأن جدتي تحمل جنسية ذلك البلد، لم يقدما إلي أي معلومات مفصلة عن الهوية الحقيقية لجدي، بالكاد كانوا يتحدثون عنه”.

وأردفت: “قامت شقيقتي بإقتفاء أثر جدي لسنوات، وتمكنت من الوصول إلى معلومات تتعلق بأصوله التركية، لم أكن أعرف أنه كان مهما جدا ومعروفا، هذا محزن حقا”.

واستطردت قائلة: “بمرور الوقت، أصبحت أختي مهتمة بهذا الأمر أكثر، وقتها كان والدي قد توفي، ولم يتبقَ أحد من العائلة على قيد الحياة للتشاور معه بخصوص الموضوع، لم يكن بحوزتنا سوى النذر اليسير من المعلومات”.

وأوضحت: “أمضت أختي معظم سنوات حياتها في المكسيك وكندا، ولم نكن نرى بعضنا بانتظام، عندما التقينا طلبت مني أن نسافر إلى تركيا لتقفي أثر جدي، لكن الوقت لم يسعفنا حينها”.

وأشارت جاتكي أنها لم تدرك أهمية الموضوع إلا بعد فقد أختها، التي أولت اهتماما بتقفي أثر جدها، مضيفة “ولهذا السبب أنا هنا الآن، ويؤسفني عدم وجودها معي، لكنني أتمنى أن أكون قد حققت لها أمنيتها”.

واعتبرت أن المعلومات التي ذكرها المؤرخون الأتراك حول جدها، وحياته، والخدمات التي قدمها للدولة العثمانية، ساعدتها كثيرا على معرفة مناقبه وأهميته التاريخية، وأن وجودها في تركيا، جعلها تشعر بالسعادة وتتنفس الصعداء، وهي تتأمل عظمة هذا البلد الذي أسدى له جدها خدمات جليلة.

ولفتت أن تركيا بلد جميل حباه الله عبق التاريخ وجمال الطبيعة، وأنها تتعرف كل يوم الآن على معلومات جديدة عن الدولة العثمانية.

وقالت الحفيدة: “آمل أن يجري أبنائي أيضا أبحاثا أفضل حول مناقب جدي، ويبحثوا قصة عائلتي التي مزقتها الحرب وفرقتها السنون، وأن يتحمسوا للمجيء إلى تركيا، وأن يأتي أحفادي أيضا للدراسة في هذا البلد الرائع”.

وتابعت: “لا نرى في طرقات تركيا أشخاصا يعانون عادات سيئة، أشعر هنا بالتنوع الثقافي والتسامح، لقد شعرت بعواطف جميلة في هذا البلد الذي يمتلك طاقة إيجابية مفعمة بالحيوية، أريد أن أتعلم اللغة التركية أيضا، أعتقد أنني أستطيع تعلمها رغم بلوغي الـ 73″، معربة عن افتتانها بإسطنبول.

وأكدت حرصها على مواصلة تقفي أثر جدها ونشر المعلومات التي ستحصل عليها، مشيرة أنها ترعرعت في عائلة تتحدث اللغتين الروسية والفرنسية، وأنها لم تر أحدا من أفراد أسرتها الذين يتحدثون بالتركية.

وذكرت أن جدها تزوج من جدتها قبل ثلاث سنوات من وفاته في السجون البريطانية، ولم يتسن وقتها نقل رفاته إلى تركيا، بسبب الظروف السياسية السائدة في تلك الفترة.

ولفتت أن جدها دفن بمقبرة برامفونتين في جوهانسبرغ، من قبل مسلمين يعيشون في تلك المنطقة، قبل أن يقوم أتباع تنظيم “غولن” الإرهابي في جنوب إفريقيا عام 2011، بنقل الرفات إلى حديقة أحد المساجد التي يديرونها في المدينة.

وطالبت جاتكي، تركيا بالتدخل ونقل رفات جدها إلى موطنه الأصلي، كاشفة عن رفع أحفاد رمزي بك، دعوى قضائية في جنوب إفريقيا لنقل الرفات إلى حديقة السفارة التركية هناك، التي تعد أراضي تركية بحسب القانون الدولي.